دار الأمان

E22023608fb5917f3325c04286920af0

للكاتب: محمد محمود

كلما مرَّت الأيام كلما ازددت شوقًا إلى دار الأمان، دار لا يوجد فيها سوى السعادة والطمأنينة، هي خُلِقَت لتكون مستقرَّنا في النهاية، ولتعوضنا عن كل ما حدث لنا في الحياة الدنيا، ولتجعلنا سعداء إلى الأبد، يكفي أن الله خلقها من أجلنا، ولكي تكون لنا عيدًا لا ينتهي أبدًا، ولكي نحمده على فضله وكرمه لنا؛ لأننا لولا الله ما صبرنا، ولا تخطينا الصعاب، ولا التزمنا الفرائض، ولا نجحنا في أمورنا، هذه رحمة من الله لنا، جعلنا نلتزم أوامره، ونجتنب نواهيه؛ لكي يُدخلنا الجنة التي هي الدار الآخرة، هو هدانا إلى الخير والصواب لأنه يُحبنا، هو ابتلانا في أهلنا، وصحتنا، ومالنا، وطريقنا، وكل ما يخصنا؛ لكي يختبر مدى صبرنا وتحمُّلنا، أنزل علينا البلاء لكي نعود إليه، ولكي ندعوه ونتقرَّب إليه، فماذا لو عدنا إلى ربنا؟ ماذا لو تفكَّرنا في الجنة التي عرضها السماوات والأرض؟ هي حقًا دار الخلد والأمان، ولكي نفوز بها؛ علينا بالمبادرة بالأعمال الصالحة، والاستقامة عليها، ولا نتكاسل أبدًا؛ فحياتنا فترة بسيطة وستمضي، ومثلما أنت تشتاق إلى الجنة اجعلها تشتاق إليك أيضًا؛ فكثرة حبك لله، ومواظبتك على فرائضك، واستقامتك على الأعمال الصالحة إلى الممات، يجعل الله الجنة تشتاق إليك.

عن المؤلف