أحمد طارق كُتاب الرعب الصاعدين لـ مجلة إيفرست: أسرار العوالم الغامضة

Img 20241228 Wa0114

 

حوار: عفاف رجب

 

الرعب ليس مجرد وسيلة للترفية، بل طريقة لفهم مخاوفنا العميقة، والتعبير عن الهواجس التي تخفيها النفس البشرية، هذا ما قاله ضيفنا اليوم، يُصنف قلمه بـ طابع الرعب، ذو أثر كبير على ساحة الوسط الأدبي، وهو كاتب معاصر له العديد من الأعمال صاحب سلسلة رواية “دكتور رعب” الشهيرة، ثم بعد ذلك جاء ليعطى الهدوء والسكينة للقارئ في مجموعته القصصية “مُسكنات بعد منتصف الليل”، وإشراف على كتاب يضم العديد من المواهب الشابة يحمل اسم “8ملي”.

 

أحمد طارق التوني، ابن مدينة المنيا، حقق نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة من خلال أدب “الرعب”، دارس الخط العربي والزخرفة، ومع كل هذا إلا أنه يخشى الحشرات.

 

يرى أن الكتابة هي وسيلة وليست هدفًا، هي أداة يستخدمها الكاتب للتعبير عن أفكاره ومشاعره، وللتواصل مع القارئ بهدف التأثير أو إثارة التساؤلات، قد تكون الكتابة وسيلة لتحقيق هدف أكبر مثل التأثير في المجتمع أو نقل تجربة معينة،

أما الموهبة فهي بداية جيدة لكنها ليست كافية لصياغة نص جيد، الموهبة تمنح الكاتب القدرة على الإبداع، لكنها تحتاج إلى تطوير مستمر من خلال القراءة والتعلم وممارسة الكتابة بشكل دوري، الكاتب الجيد يحتاج إلى مهارات أخرى مثل فهم بنية النص، القدرة على بناء شخصيات حية، والتعامل مع اللغة بمهارة لإيصال رسالته بوضوح.

 

سلسلة “دكتور رعب” كانت فكرة مبتكرة انبثقت من رغبة في تقديم أدب رعب يناسب الجمهور المصري والعربي، بأسلوب يمزج بين التشويق والرعب مع لمسة من البساطة التي تجعل القصة قريبة من القارئ، جاءت الفكرة بناءً على حاجة السوق لأدب مختلف يقدم الرعب بعيون محلية، بعيدًا عن التقليد الأجنبي، ليحكي قصصًا نابعة من بيئتنا وتقاليدنا وأفكارنا التي تحمل مزيجًا من الغموض والإثارة.

Img 20241228 Wa0122

اتجه لهذا النوع من الأدب كان نتيجة تأثره بأدباء مثل أحمد خالد توفيق، محمد عصمت وغيرهم، إذ جعلوا الرعب ملموسًا وواقعيًا للجمهور المصري، بالإضافة إلى حب الإنسان الطبيعي للمجهول وما وراء الطبيعة، في هذا النوع من الكتابة وجدت المساحة المثالية للابتكار وسرد القصص التي تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية بشكل غير مباشر.

 

“مسكنات بعد منتصف الليل” كتاب مكوّن من 4 جرعات، كل جرعة تحتوي على 4 قصص قصيرة، مع تقدم الجرعات يزداد مستوى الرعب تدريجيًا، ليأخذ القارئ في رحلة تصاعدية من الغموض والتشويق، اسم الكتاب مستوحى من فكرة “مسكنات لمرض الخوف من الخوف”، حيث تعالج القصص مخاوف القارئ بطريقة نفسية تتسلل إلى أعماقه، فتجعله يواجه تلك الهواجس التي يهرب منها عادةً، الكتاب ليس مجرد مجموعة قصصية، بل تجربة تجعل القارئ يتساءل مع كل صفحة.. هل أنا فعلاً مستعد للجرعة التالية؟.

Img 20241228 Wa0119

ومن خلال حديثنا معه صرح بإصدار عملين قربيًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025.

 

إلى النص:

 

_هل كنت تتوقع نجاح “دكتور رعب” الجزء الأول بهذه الطريقة؟ وهل يوجد أحداث حقيقية أو ملامسة للواقع قمت بطرحها؟

نجاح “دكتور رعب” الجزء الأول فاق التوقعات بفضل مزج الرعب بواقع مألوف وقريب من القارئ، حيث انني استلهمت بعض الأحداث من قصص شعبية ومواقف واقعية لجعل التجربة أكثر تصديقًا وتشويقًا، مما جعل القراء يشعرون أن الرعب يمكن أن يكون جزءًا من حياتهم اليومية، وهذا ما جعلني أعيد التجربة بالجزء الثاني ثم الثالث.

Img 20241228 Wa0120

Img 20241228 Wa0121

_من أثرك الجيد هو مساعدة العديد من الكُتاب الصاعدين في بداية مشوارهم وكان ذلك في كتاب “8 ملي” كونك مشرف على هذا الكتاب. حدثنا أكثر على هذه التجربة معك، وأثرها عليك.

 

تجربة الإشراف على كتاب “8 ملي” كانت واحدة من أكثر المحطات إلهامًا في مسيرتي..

الفكرة كانت تقديم منصة للكُتّاب الصاعدين لعرض أعمالهم، مع تقديم الدعم والتوجيه لهم في صياغة أفكارهم بشكل احترافي، شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا العمل، لأن كل قصة كانت بمثابة حلم صغير لأصحابها، وكان دوري مساعدتهم على إخراجه للنور بأفضل صورة ممكنة..

الأثر عليّ كان عظيمًا، فقد أتاح لي فرصة التفاعل مع طاقات إبداعية متنوعة، وتعلمت من حماسهم وشغفهم بالكتابة، كما عزز هذا المشروع إيماني بأن الإبداع لا حدود له، وأنه يمكن أن يأتي من أي مكان وأي شخص إذا وُجدت البيئة الداعمة..

كتاب “8 ملي” هو بمثابة تجربة جماعية تعكس قوة التعاون، وقدرة الفن على بناء جسور بين الكُتّاب والقرّاء.

Img 20241228 Wa0118

_هل يمكن أن نرى الكاتب أحمد طارق في اي فن آخر عن الرعب والرواية، وأين تجد نفسك بهذه الفنون اكثر؟

بالطبع، يمكنني تقديم أعمال في مجالات مختلفة خارج إطار الرعب والرواية، أؤمن بضرورة التجديد وتجربة أنماط أدبية مثل الدراما الاجتماعية أو الكتابة النفسية، مع الحفاظ على لمستي الخاصة، ورغم أن الرعب هو الأقرب لقلبي، إلا أنني أطمح أيضًا لتجربة مجالات جديدة ككتابة السيناريوهات، إنتاج المحتوى المرئي، أو حتى الإخراج والتصوير، التغيير الكامل ليس مستبعدًا، فهو فرصة لاستكشاف إبداع جديد مع الاستمرار في تقديم رسائل مؤثرة مهما كان المجال.

 

_هل يحاول “أحمد طارق” إيصال هدفًا لقُرائه من خلال إصدارته، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟

بالتأكيد أحاول دائمًا إيصال هدف من خلال كتاباتي، سواء كان تسليط الضوء على مخاوف خفية داخل النفس البشرية، أو طرح قضايا مجتمعية بلمسة من الغموض والرعب، أنا أؤمن بأن الكتابة ليست فقط للترفيه، بل أيضًا لتقديم رسائل تُثير التفكير وتترك أثرًا في القارئ..

أما أهم المهارات التي يجب أن تتوفر لدى الكاتب، فهي الملاحظة الدقيقة، القدرة على بناء شخصيات واقعية، والخيال الواسع.. بالإضافة إلى ذلك يحتاج الكاتب إلى صقل مهاراته في السرد والحوار، مع الشجاعة لتجربة أفكار جديدة، والالتزام بالتعلم المستمر لتحسين أسلوبه وتوسيع مداركه.

 

_أنت أبرز كُتّاب الرعب في جيلك، ما الذي يُخيف أحمد طارق؟

أشكرك على هذا التقييم، لكن إذا أجبت سأكون صريحًا، فإن ما يُخيفني أكثر هو فكرة التوقف عن الإبداع، الخوف من أن تفقد القدرة على خلق أفكار جديدة أو أن تصبح محاصرًا في دائرة مفرغة من الروتين، هذا النوع من الخوف يجعلني دائمًا في حالة بحث مستمر عن التحديات والأفكار الجديدة التي تُحفّز عقلي وتساعدني على التطور.

بالإضافة إلى ذلك هناك الخوف من اللامبالاة، أي أن تكون أعمالك قد فقدت تأثيرها على القرّاء أو لم تعد تثير مشاعرهم كما في البداية، بالنسبة لي التأثير هو الهدف الأكبر من الكتابة، ولذلك هذا هو الخوف الحقيقي.

أما الخوف الواقعي، فالحشرات قادرة على إرهابي مدى الحياة.

 

_أدق أو أصعب سر في حياتكم هل يمكن أن يبوح به الكاتب أحمد في أحد أعماله الروائية؟ وما أصعب العقبات التى واجهتكم خلال مسيرتكم الأدبية؟

أصعب سر في حياتي يبقى جزءًا شخصيًا لا يمكن البوح به مباشرة، لكن قد أستخدمه في أعمالي بشكل رمزي، أما أصعب العقبات التي واجهتها كانت في البداية، خاصةً مع القلق من الرفض وكيفية التوازن بين الإبداع وتوقعات القرّاء، لكن مع الوقت تعلمت كيف أتمسك بصوتي وأواجه التحديات بالإصرار.

 

_لديك متابعون كُثر عبر صفحتك الرسمية بالفيس بوك، يتفاعلون مع كتاباتك، هل ترى أن هناك علاقة بين السوشيال ميديا وشهرة الكاتب؟

بالطبع أرى أن هناك علاقة قوية بين السوشيال ميديا وشهرة الكاتب في العصر الحالي، المنصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستجرام تتيح للكاتب تفاعلًا مباشرًا مع قراءه، مما يعزز من شعبيته ويوفر له منصة لعرض أفكاره وأعماله، السوشيال ميديا تعتبر وسيلة قوية لبناء قاعدة جماهيرية وتوسيع دائرة الانتشار، فهي تتيح للكاتب أن يصل إلى جمهور أوسع خارج نطاق الدوائر التقليدية للنشر، مع وجود حوالي 200 ألف متابع على صفحتي، يمكنني أن أرى كيف أن التفاعل المباشر مع القرّاء والمشاركة في الحوار يعزز من مكانتي ككاتب.

 

_يعيش المبدع ما يكتب بشكل أو بآخر، سواء بنفسه أو من خلال تجارب الآخرين، هل عاش أحمد طارق ما كتبه؟

بالفعل أعيش ما أكتب بشكل ما، سواء من خلال تجاربي الشخصية أو من خلال ملاحظاتي لتجارب الآخرين، الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد سرد للخيال، بل هي انعكاس لما نشعر به ونعبر عنه بطريقة فنية، أحيانًا أكتب عن مشاعر أو مواقف عشتها مباشرة، وأحيانًا أخرى أستمد من الواقع الذي أراه حولي، هذا التفاعل بين التجربة والكتابة يجعلها أكثر واقعية وقوة، ويجعل القارئ يشعر أن القصص ليست بعيدة عنه.

 

_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً فـ الرواية، فهل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟

أنا مع الكتابة باللغة العامية في الرواية، بشرط أن تكون لها هدف فني أو أدبي يخدم القصة والشخصيات، العامية ليست فقط لغة يومية، بل هي وسيلة تعبير حية تنقل مشاعر الناس وطريقة تفكيرهم بشكل أكثر واقعية، استخدامها في السرد يمكن أن يضيف عمقًا للعمل الأدبي، خاصة إذا كانت الشخصيات تنتمي لبيئة معينة حيث تكون العامية جزءًا من هويتها..

لا أعتقد أن العامية تفسد الذوق العام، بل على العكس يمكن أن تساهم في إضفاء أصالة على العمل الأدبي وتجعله أقرب للقراء، ومع ذلك من المهم أن يكون الكاتب قادرًا على تحقيق التوازن بين العامية والفصحى، بحيث يبقى النص قويًا وجذابًا دون أن يفقد جودته الأدبية.

 

_هل تشجع القُراء على الكتب إلكترونية، وهل تعتقد أنها أصبحت بديلًا عن الكتب الورقية بعصرنا الحالي؟

بالتأكيد أشجع القرّاء على الكتب الإلكترونية، فهي توفر سهولة الوصول والراحة خاصة في ظل الحياة السريعة التي نعيشها، يمكنك حمل مكتبة كاملة في جهاز واحد، وهذا يُسهل على القارئ التصفح في أي وقت ومكان..

أما بالنسبة للسؤال عن كونها بديلاً للكتب الورقية، أعتقد أن لكل نوع من الكتب سحره الخاص، الكتب الورقية تظل تحمل قيمة خاصة، من حيث التجربة الحسية والشعور بالكتاب بين يديك، لكن الكتب الإلكترونية أصبحت جزءًا من العصر الحالي، حيث تتيح للقارئ خيارات متعددة وتوفر الكثير من الوقت والمجهود، أرى أن كلاهما مكملين لبعضهما، ولا يمكن للكتاب الإلكتروني أن يحل مكان الكتاب الورقي بشكل كامل، بل يُضاف إليه كأداة تسهل الوصول إلى المعرفة.

 

_كيف ترى تعامل الدولة والرقابة مع الكُتاب والشعراء ودُور النشر؟ وهل قل الاهتمام بتحفيز الروائي والقيام بالندوات والمسابقات الثقافية التى تشجع على كتابة والقراءة؟

الموضوع يختلف من فترة إلى أخرى، لكنه في المجمل يواجه تحديات، الرقابة أحيانًا تكون قيدًا على حرية التعبير، خاصة إذا كانت تدخل في محتوى الأعمال الأدبية أو تشعر بأن الكاتب يتناول مواضيع قد تكون حساسة، لكن في نفس الوقت هناك دعم من بعض المؤسسات الثقافية التي تحاول تنظيم ندوات ومسابقات تشجع الكتابة والقراءة..

بخصوص الاهتمام بتحفيز الروائيين، أعتقد أن هناك تراجعًا في دعم الأدب بشكل عام مقارنةً بالماضي، قلة المسابقات الثقافية والندوات التي تشجع على الكتابة بشكل جاد قد تكون أحد أسباب هذا التراجع، ومع ذلك لا يزال هناك أمل في بعض المبادرات التي تساند المبدعين، سواء من خلال جوائز أدبية أو مشاريع جديدة تدعم الإبداع في الأدب العربي.

 

_الصرح العظيم معرض الكتاب من تعتقده سيكون شخصية المعرض هذا العام؟

من الصعب التنبؤ بمن ستكون “شخصية معرض الكتاب” في 2025، ولكن من المتوقع أن يتم اختيار شخصية أدبية مؤثرة أو ذات بصمة واضحة في الساحة الثقافية، قد يكون هناك تركيز على كتّاب أو مفكرين عرب لديهم إسهامات مميزة في الأدب أو الفكر، مثل الروائيين أو الشعراء الذين قدموا أعمالًا ذات تأثير اجتماعي أو ثقافي كبير في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يكون الاختيار أيضًا لشخصيات ثقافية بارزة في مجالات مختلفة مثل الفكر، التاريخ، أو الفنون، مما يعكس التنوع الثقافي في المعرض، ولذلك لا يمكنني ذكر اسم شخصية بعينها.

 

_الكثيرُ من الكُتاب الشباب يعتزلون الكتابة وذلك لتعرضهم للنقد من الآخرين، فهل كان النقد عقبه في حياتك؟ وما النصيحة التى توجهها إلى من تعرض إليه؟

النقد جزء طبيعي من مسيرة أي كاتب، وهو ليس عقبة بقدر ما هو فرصة للنمو والتطور..

أنا شخصيًا تعرضت للنقد في بداية مشواري، لكنه لم يكن عقبة، بل دافعًا لي لتحسين نفسي وفهم نقاط قوتي وضعفي، وحتى الآن اتعرض للنقد.. النقد الصادق يمكن أن يكون أداة هامة لتوسيع مدارك الكاتب وتحسين جودة أعماله…

نصيحتي لمن يتعرض للنقد هي أن يأخذ النقد البناء بعين الاعتبار ويستخدمه لتحسين مهاراته، لا يجب أن يكون النقد مصدرًا للإحباط، بل يجب أن يُنظر إليه كفرصة للتطور، أهم شيء هو أن يظل الكاتب مخلصًا لقلمه وأسلوبه، وألا يسمح لأي نقد أن يثنيه عن مواصلة الكتابة إذا كان يؤمن برسالته.

 

__ماذا لو أتيحت لك الفرصة في توفير أعمالك على منصات النشر الإلكتروني؟ هل توافق؟ فقد أصبح النشر الإلكتروني مجزيًا وأسهل في الوصول للناس هذه الأيام؟ فهل توافق بالعرض؟

بالفعل معظم أعمالي متواجدة على منصات النشر الإلكتروني، في عصرنا الحالي أصبح النشر الإلكتروني من أهم الوسائل لتوسيع نطاق الوصول إلى القرّاء، خاصة في العصر الرقمي الذي نعيش فيه، يوفر النشر الإلكتروني فرصًا أكبر للوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعًا حول العالم، كما أنه أسهل وأسرع من حيث التوزيع.

بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه المنصات مرونة في طريقة عرض الأعمال، وتساعد الكتاب على نشر أعمالهم بشكل مستقل، دون الحاجة إلى دور نشر تقليدية، أعتقد أن النشر الإلكتروني أصبح وسيلة مجزية للكتاب في العصر الحالي، ويمكن أن يفتح أمامهم فرصًا كبيرة للتفاعل مع قرائهم، وأبسط الأمور هي رواية «أرض زيكولا» حيث أنها بدأت في الانتشار عندما أصبحت متوفرة على منصات النشر الإلكتروني، من منّا لم يقرأها إلكترونيًا؟.

 

_ما هو خمول الكتابة أو القراءة بالنسبة لك؟ وكيف تحكم عليه بأنه خامل؟

خمول الكتابة أو القراءة يظهر عندما يفقد الشخص الحافز والشغف بما يفعله..

في الكتابة يكون الخمول عند توقف الأفكار أو صعوبة التعبير..

وفي القراءة يظهر عندما يفقد القارئ الرغبة في الاستكشاف، يمكن الحكم عليهما بالخمول عندما تصبح العملية ثقيلة وبدون إلهام أو شغف حقيقي.

 

_وقبل الختام؛ يتحدث البعض عن أن أحمد طارق كاتب جماهيري، ويملك شريحة واسعة من القراء؛ فلماذا برأيك يوجد كاتب لا جماهيري ولا يستطيع أن يحقق ما يحققه الآخر من شهرة؟

الشهرة والنجاح الأدبي ليسا مجرد مسألة موهبة فقط، بل تتداخل فيها عدة عوامل مثل قدرة الكاتب على التواصل مع القرّاء، واختيار المواضيع التي تلامس اهتماماتهم، وكذلك أسلوب الكتابة، الكاتب الجماهيري يتمتع بقدرة على جذب شريحة واسعة من القرّاء لأنه يعرف كيف يقدم أعمالًا قادرة على إثارة مشاعرهم أو التفكير في قضايا تهمهم..

أما الكاتب الذي لا يحقق نفس الشهرة، فقد يكون ذلك بسبب عدة عوامل مثل نقص التفاعل مع القارئ أو اختيار مواضيع قد تكون متخصصة جدًا أو بعيدة عن اهتمامات الجمهور العام، أيضًا قد يلعب الحظ والفرص دورًا كبيرًا في نجاح الكاتب أو عدمه، الكاتب الناجح غالبًا ما يمتلك مزيجًا من الموهبة، الإبداع، والتسويق الجيد لأعماله.

 

_وبالنهاية: نشكر حضراتكم على وقتكم الثمين ونعتذر إذا كنا قد أثرنا بالسلب على حضراتكم، لذا أُحب أن أعرف رأي حضراتكم عن حوارنا، وكذلك على مجلتنا الأدبية إيفرست؟!

شكرًا جزيلاً على هذه الفرصة الجميلة للحوار..

كانت الأسئلة متعمقة ومثيرة، وأنا دائمًا أستمتع بالتفاعل مع مثل هذه النقاشات التي تفتح المجال للتفكير والتبادل الثقافي، لم أشعر أن الحوار أثر عليّ سلبًا، بل كان فرصة رائعة للتعبير عن آرائي وأفكاري..

أما بالنسبة لمجلتكم الأدبية “إيفرست”، فهي خطوة مهمة في عالم الأدب والفكر، مثل هذه المجلات تساهم في نشر الثقافة وتقديم المنصات للمبدعين من مختلف المجالات، أعتقد أن “إيفرست” تملك القدرة على أن تكون مرجعًا مهمًا للكتّاب والقرّاء على حد سواء، أتمنى لكم المزيد من النجاح والتقدم في مسيرتكم الأدبية.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب أحمد طارق فيما هو قادم له إن شاء الله.

عن المؤلف