حوار: عفاف رجب
لقد تغيرت نظرة الفرد للأمراض النفسية بوجه عام إلى الأفضل، فمع كل الضغوط المعيشية والأسرية التي يتعرض لها الأفراد، يُثار تساؤل عن دور الطب النفسي؛ باعتباره حلًّا للأزمات الناتجة عن تلك الضغوط، والأجمل من هذا أن يكون هذا الطبيب كاتب، يمزج بكلماته ما تراه عينه.
ويسرنا في هذا الحوار أن يكون ضيفنا الطبيب النفسي والكاتب: أحمد سليم؛ أخصائي نفسي، وأخصائي أمراض نفسية وعقلية وإرشاد نفسي، مؤلف قصص، روايات، قصائد شِعر، أحيانًا يعزف بـ آلة موسيقية وهي الكمانجا، مواليد محافظة سوهاج ومقيم حاليًا بـ القاهرة.
صُدر له العام الماضي رواية بعنوان “من أعماق الحيرة” حيث قال عن العمل:
“- فكرة الرواية ظهرت بدون أي أسباب لم أكن مستعد في ذلك الوقت أن أفعل شيء، ولكني كنت أكتب وأيضًا لم أكن أعلم ماذا أكتب، حتى جاء شخص عزيز جدًا عليّ وأخبرني كوني شخص عميق وانطوائي وليس من السهل وصل أحد إلى ما هو يحتاجه مني، ومع الوقت تبين لي أن هذا حقيقي، وآراء الجميع على ما يقول، ومن هنا جاء لي الاسم المناسب الرواية “من أعماق الحيرة.
تحوي الرواية على حياة شخص يُعاني من الأكتئاب الحاد والوحدة والعُزلة عن البشر، شخص غامض يواجه الحياة بمفرده وليس لديه أي شريك حياة، شخص كل هدفه أن يعيش الحياة بسلام نفسي بعيداً عن أي مشاكل واقعية أو نفسية، ولكن للأسف الحياة كانت ضده في كل شيء لا تجعله مرتاح البال والعيش في سلام كما يتمنى.
يوجود في الرواية جميع المشاكل والضغوطات بكل عمق وبكل مجهود وحل لكل مشكلة ممكن أي انسان يُمر بهذه المشاكل، ويكمن جمال الرواية أنها بتوصف جميع الناس بنسبة 90% وبالأخص الشباب الذين هم في سن الـ 20 عام”.
سنقدم لكم بعض من اقتباسات الرواية “من أعماق الحيرة”:
“- تشاجرنا مساء السبت، مر عام ولم يأتي صباح الأحد
– سِبتلك باب البُعد مِتوارب ، إبقي إسأل عليا تحنّ.”
اقتباس أخر:
بعد نهاية أى علاقة بين طرفين أو موتها إكليلنيكياً أثناء مرحلة الصمت أو الخلافات المتكررة اللي بتسبق كلمة “فركش” وبعدها كل واحد بيروح لحاله؛ بتفضل عند الطرف الأصيل نغزة بتوجعه سببها الأساسي إنه مش هاين عليه العيش والملح والعِشرة رغم إنه مش هو السبب في الإنفصال اللي حصل!..
ضميره بيخليه يتشعلق شعلقة غير مبررة بالمحاولة مرات متتالية فى سكة إن “معلش”.. “نديله فرصة عاشرة”.. “يمكن ينصلح”.. “ماكنش قصده”!..مع إن الإنفصال أصلاً بيكون حصل بشكل مؤسف وفيه إهانة ومهانة من الطرف التاني بس الطرف الأول بيتغاضى عن كل ده، وبيعمي عينه عنه!..وبينسى إن حسابات الأصول مالهاش معنى، ولا قيمة عند الطرف التاني!.. هو مش شايفها، ولا حاسسها، ولا هتبقي ذات قيمة عنده.. إنت بتكلم مين في إيه!.
تناحة، وكلاحة الطرف التاني رغم إنه الطرف الأضعف والأكثر خطئاً بكل المعايير؛ بتعمل إضطراب للطرف الأول اللي غالباً بيكون على حق، وبتحسسه إن هو المذنب في قصة من أولها لآخرها كان متشاف!.. الطرف الأول كمان بينسى يسأل نفسه السؤال اللي يخرجه من دايرة جلد الذات المفرغة دي..
سؤال واحد، وإجابته هي اللي بترسم اللى جاى: هل أنا أستحق النهاية دي؟.. أستحق ده منك بعد كل اللي قدمته أو عديته أو عملته؟.. خليك منصف في إجابتك.. لو جاوبت بـ آه أستحق؛ يبقي تستحمل نتيجة تقصيرك.. لو إجابتك “لأ ماستحقش” يبقي تبطل تعذب نفسك بلا جدوى أنت مش غلطان!..
كتير مننا بيضيعوا وقت وبييجوا على نفسهم ويأنبوها ويبتزوها عاطفياً ونفسياً في حواديت كانوا هما الطرف الأنقى فيها بكل الحسابات المنطقية والعقلية!.. غمامة أصلهم الطيب وطيبتهم مش بتخلّيهم يشوفوا نفسهم صح.. مع إن الحل بسيط وفي إجابة سؤال من 4 كلمات: أنا أستحق النهاية دي؟.. أكيد لأ.
– أحمد سليم
صرح لنا الكاتب أن بطل روايته كان يتجسد في شخصيته الواقعية، حيث جعل من نفسه بطلًا يروى من خلالها الكثير من المواقع وكيفية التعامل معها، فـ دائمًا ما تكون الثقة والتوكل بالله سبحانه وتعالي سبب نجاح لأي شخص في اي شيء، وهذا ما فعله ليتخطى أصعب قرار وهو نشر روايته الأولى مع التشجيع والدعم تغلب عليها.
يُرشح الكاتب الكثير من الكُتاب القدماء لمن يريد القراءة والاستفادة أكثر: نجيب محفوظ، أحمد شوقي، طه حسين، حافظ إبراهيم، عبد الحميد كشك، يوسف إدريس، أحمد خالد توفيق، يوسف السباعي”، كما أضاف أنه يوجد الآن من يصل إلي درجة الفكر: ” أدهم شرقاوي، ساندرا سراج، كريم إسماعيل، محمد إبراهيم “.
يرى أن الكتابة هواية وليست موهبة فطرية، بل هي نعمة عظيمة من الله عز وجل حتى وإن كنت في أسوأ حالاتك ولم تجد تفسيراً لذلك وضاقت بك الدنيا وتاهت منك جميع السبل وإلتزمت الصمت وانعزلت عن العالم وفقدت رغبتك في كل شيء.
أشار أن تتجسد معايير الكاتب تختلف من شخص لشخص أخر لكل شخص معايير محدودة في الفِهم، كما أن صاحب الكلمات البسيطة أولاً لكل مُبتدئ ثم العميقة لكل من تعمق في القراءة.
يدعم نفسه بنفسه فليس هناك أي دافع جعله يكتب سوى أنها مُجرد مشاعر منزوفة لا أكثر، وأضاف خمول الكتابة عادةً بسبب ضعف المهارات الحركية في تنسيق عضلات اليد وحركات اليد وعمليات الكتابة، يمكن أن تمنع هذه الحالة الفرد من نقل الأفكار إلى الورق وكتابة الحروف بشكل صحيح وتسلسل الكتابة بطريقة منظمة.
وقبل الختام يترك الكاتب أحمد سليم رسالة قصيرة:
– ربما لن تُنال ما تُحب ولكنك ستُنال ماهو خيرً لك
– أي شيء يجعلك تبتسم أحتفظ به سراً.
ينهي حوارنا وهي يبدي إعجابه بالمجلة وبالمعلومات التي توجد فيها كما أنها أضافت له كثيراً واستفاد منها معلومات كثيرة على المستوي الشخصي كما أنه يرغب في مشاركة الحوار الذي دار بيننا مع تمنياته بالتوفيق للمجلة.
وتابع كان حواراً رائعاً ومُريح استفاد منه كثيراً، كما أن الطريقة التي كنا نتحوار بها في قمة اللطُف، مع تمنياته لنا بالتوفيق والنجاح الدائم في العمل.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب أحمد سليم فيما هو قادم له إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
المُبدع محمد أبو زيد في حوار خاص لمجلة إيفرست الأدبية
منى علي ربيعي… امرأة من الجنوب كتبت قصة إنسانية تُلهم الوطن
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدع عبدالله عمر