إِحْتِجاب

Img 20241219 Wa0006

ِ

كتبت عائشة شرف الدين

 

كنّا أعزّ النّاس، نتشارك اللحظات والإحساس، نتقاسم المُر قبل الحلو، ولم أظن أنه سيأتي يومٌ وعليّ يسلو، 

جلستُ ذات مساءٍ هاديء ومريح، ورُحت أفك خيوط الحيرة المتشابكة داخل رأسي، التي إنعقدت منذ رحيله والى الآن لم أستطع حلها، توقفت عند تلك اللَّحظة التي عدت فيها إلى محادثة قديمة تجمعنا، ولحِظتُ فيها كل محطّات المقاومة، والتعب، والتضحية، والانهزام.

 إسترجعت شريط ذكرياتي كاملًا؛ نزلتْ على خدّي دموعًا دافئة، تعجبتُ كيف تحوّلت لحظات السّكينة والدّعَة إلى لحظات موحِشة، لحظات أقتنع فيها قلبي بأسىً، أنها لم تعد تَخصّه.

 أصبحت أيامي فارغة من الفرح، البهجة، والسلام، فكلها راحت وقوبٌ شغور، وكل يوم يمر تبهت فيه ملامحي أكثر فأكثر مثل الصورة عندما تعدل شفافيتها، وعلى كل حال فالأيام تمضي، والنّاس يمضون، والأزمان تتغير، ووحدي كنت عالقة في ماضٍ لم أجد له مهربًا.

عن المؤلف