كتبت: هاجر حسن
في إحدى ضواحي حي السيدة زينب بالقاهرة، كانت تعيش ليليا، فتاة هادئة محبة للخير، تشتهر بأعمالها الخيرية التي تديرها عبر صفحتها الشهيرة على “الفيسبوك”، حيث يتابعها الملايين.
كان بالقرب من منزلها منزل فتاة تُدعى سمر، فتاة غامضة ذات مظهر يوحي بالصلاح. اقتربت تدريجيًا من ليليا حتى وثقت بها، وأصبحتا صديقتين مقربتين.
في ليلة غائمة، اكتشفت ليليا أن صفحتها على الفيسبوك قد سُرقت، وفقدت معها كل الذكريات والجهود التي استمرت لسنوات. شعرت بالصدمة وكأن الأرض تنزلق من تحت قدميها، لم تجد أمامها سوى اللجوء إلى سمر لتشكو حالها. استقبلتها سمر بنظرة حزينة مزيفة، ولمسة على كتفها، بلطفٍ مصطنع، لا يراه إلا الله الرقيب. ثم تهربت من ليليا بادعاء أن لديها موعدًا.
بعد مغادرة ليليا، ولم تدرك بأن تلك الأيدي اللطيفة التي رتبت عليها، هي من سرقة منها حياتها. سمع والد سمر ابنته تتفاخر بفعلتها. دخل عليها وسألها بغضب: “ماذا فعلتِ؟” حاولت ك التهرب، لكنه قاطعها: “اجلسي واستمعي!”
جلس بجانبها وقال : “كان هناك وزير يدعى ابن الزَّيات قاسيًا غليظًا. كان يقول: ” ما رحِمتُ أحدًا قط، لأن الرحمة خَوَرٌ في الطبع! ثم دار الزمان، وانقلبت الأدوار، ودخل السجن، فوضعه أعداؤه في قفص ضيق،في جوانبه مسامير، فكان كُلما تحرَّك انغرزت في جسده، فيصيحُ: ارحموني، ارحموني!
فيجيب سجّانه: “الرحمة خَوَرٌ في الطبع!”
ثم تابع: الغدر والخداع لا يدومان، والله يرى كل ما اقترفتهِ. انظري إلى قصة يوسف، وكيف أنجاه الله من غدر إخوته، وجعله ملكًا.
ثم أردف: “ماذا ستقولين لله عن فعلتك؟، عودي إلى رشدك واطلبي من الله المغفرة قبل فوات الأوان، وارجعي حق صديقتك.”
حدقت سمر في الأرض، وانهارت دموعها. شعرت بثقل الجرم الذي ارتكبته، وسوء الحقد الذي ملأ قلبها.
وقبل أن يغادر والدها الغرفة، التفت وقال: “اِعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإنّكَ على مَوْعِدٍ مع اللّه بمفردك”.
تركت كلماته أثرًا عميقًا في قلبها، كانت بمثابة جرس إنذار من الله يدعوها للتفكر في خياراتها.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت