كتب: د.محمود لطفي
أخشى تلك الأيام التي يتحول فيها المرء لكتلة حجرية أو لإنسان آلي بلا روح أو مشاعر، مجرد خلايا في أنسجة حيوية تؤدي وظائف بعينها، يقع فيقوم دون أن يتأوه، ينزعج؛ فلا يصرخ ولا يتألم؛ فيبدو حينها كالحجر الراكد في قاع المحيط والذي كان يومًا ما جزءًا من كتلة صخرية كبيرة، يواجه معها نفس المصير وتجاربهم نفس عوامل الزمن والتجوية؛ ولكن ما إن أنفصل عنها، حتى اختلفت مصائرهم؛ بل اضحى وكانه لم ينتمي يومًا لعالم تلك الكتلة الكبيرة، وهكذا هو بعد أن أختار عزلته سواء رغما عنه أو طبقًا لمصير إراده لنفسه؛ فلا يهم المحصلة واحدة هي حجر راكد في قلب المحيط لا يدرى ما يدور في كتلة كان يومًا جزءًا منها، ومن ثم اضحى كالانسان الآلي فاقد الروح والمشاعر والآن يواجه نفسه بجرأة غير مسبوقة في محاولة اخيرة لإستعادة نفسه المفقودة.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام