ثمن الطمع

Img 20241210 Wa0101

 

الشيماء أحمد عبد اللاه 

 

في قرية هادئة تحفها الغابات الكثيفة، كان يعيش رجل يُدعى سامر، يشتهر بذكائه اللامع وطموحه الذي لا يعرف حدودًا.

 

 امتلك سامر مزرعة صغيرة تفيض بالخيرات، وكانت حياته هادئة ومستقرة. 

 

ولكن عينيه كانتا دائمًا تبحثان عن المزيد، سمع ذات يوم عن كنز مخبأ في قلب الغابة، تحكي الأساطير أنه من يجد هذا الكنز سيعيش ثريًا إلى الأبد.

 

 لم يردع سامر فكرة المخاطر المحيطة بالغابة؛ فالطمع كان يقوده.

 

في إحدى الليالي القمرية أخذ سامر معداته وانطلق إلى الغابة، متجاهلًا توسلات زوجته وأصدقائه بالبقاء.

 

 شق طريقه بين الأشجار الكثيفة، وأمضى ساعات طويلة باحثًا عن العلامات التي وردت في الأساطير. أخيرًا، وجد الكهف المنشود، ودخله دون أن يأخذ لحظة للتفكير في العواقب. داخل الكهف، وجد صندوقًا ذهبيًا يلمع بشكل مغرٍ.

 

 فتحه، وإذا به يفيض بالعملات والمجوهرات، لكنه لم ينتبه إلى عبارة هامة منقوشة على الجدران: “الطمع يجلب الهلاك.”

 

مع انهماكه في جمع الكنز، انهارت صخور الكهف فجأة، وأغلقت المخرج الوحيد، حاول سامر بكل قوته إيجاد مخرج، لكنه أدرك أنه حُبس مع الكنز الذي كان سبب شقائه. 

 

مرت الأيام، ونفدت مؤونته، وبدأ يشعر بثقل اختياره، جلس وسط الكنز يبكي نادمًا، لكن الندم لم يُجدِ نفعًا.

 

 لم يكن يعلم أن الكنز لم يكن سوى فخ وضعه أحد ملوك القرية؛ لمعاقبة الطامعين.

 

مرت سنوات طويلة، وأصبحت قصته عبرة لكل من حاول أن يأخذ أكثر مما يحتاج. 

 

لم يتم العثور على جثته، لكن القرويين كانوا يهمسون بأن روحه تظل حبيسة في الكهف، تحرس الكنز الذي كان ثمنه حياتها.

عن المؤلف