كتبت منال ربيعي
الإنسانية هي تلك الروح التي تنبض في قلب العالم، هي الرابط الخفي بين البشر، حيث لا يعرف اللون ولا الدين ولا اللغة. إنها اليد التي تُمدّ إلى غريب، الكلمة الطيبة التي تُزرع في قلب مكتئب، والابتسامة التي تُضيء وجه مظلوم.
في عالم يئن تحت وطأة الحروب والجشع، تبقى الإنسانية شعلة الأمل، البوصلة التي تعيدنا إلى فطرتنا النقية. عندما نضع أنفسنا مكان الآخر، ونشعر بألمه كأنه ألمنا، تبدأ الإنسانية في التجلّي. إنها ليست مجرد شعور، بل هي فعل. هي أن تطعم جائعًا دون أن تسأل عن هويته، أن تحتضن يتيمًا دون أن تفكر في جنسيته.
الإنسانية لا تحتاج إلى قوانين معقدة لتتحقق، بل إلى قلب حي. هي في أفعال بسيطة: كلمة عزاء، مساعدة عابر سبيل، أو حتى إنصات لوجع شخص لا يعرف من أين يبدأ.
كلما تأملنا الكون من حولنا، أدركنا أن الإنسانية ليست خيارًا، بل هي ضرورة للبقاء. هي القاعدة التي يستند عليها معنى وجودنا. دونها، نتحول إلى كائنات تعيش بلا روح، ونفقد المعنى الحقيقي للحياة.
في نهاية المطاف، الإنسانية ليست مجرد مفهوم، إنها مسؤولية. فلنحملها بقلب ينبض، ولنكن نورًا يُبدد ظلام العنف، وصوتًا يغني للسلام.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام