مغامرة الضفدع أونور؛ وقلب الأم السحري

Img 20241121 Wa0098

 

كتبت: هاجر حسن 

 

“للأم قلب سحري يرى ما خلف القلوب.”

 كانت هذه الكلمات تردد كل صباح من الضفدعة الأم بابينا لصغيرها أونور، وهي تنظر إليه بعينيها المليئتين بالحب والقلق. 

 

وسط بركة هادئة في قلب غابة استوائية، يقع منزل صغير من القش بجوارها، حيث كانت بابينا وصغيرها أونور يعيشان في سلام. ورث أونور عن والدته الذكاء وحب الاستكشاف، ولكنه لم يكن يدرك بعد حجم الخطر الذي يحيط به في الغابة الكثيفة. ومع ذلك كانت والدته تحذره دائمًا: ” لا تبتعد عن البركة، فالغابة تخفي بين أشجارها أعداءً لا ترحم، خاصة الأفعى العملاقة.” 

 

في أحد الصباحات الهادئة، قابل أونور ضفدعًا جديدًا يُدعى كريميت. كان كريميت وديعًا في مظهره، صاحب ابتسامة براقة وكلام لطيف، مما جعل أونور يأخذه إلى منزله ليقدمه إلى والدته. 

رغم ترحاب بابينا بكريميت، شعر قلبها بشيء غامض تجاهه، فحذرت صغيرها لاحقًا قائلة: 

” يا بني، قلبي يرى ما لا تراه عيناك. كن حذرًا مع هذا الضفدع، هناك شيء غامض فيه، فهو يحمل نوايا خفية.”

 

لكن أونور غضب وأجاب بعناد: ” أماه، إنه مجرد صديق، أنا بحاجة إلى صديق من عمري، لماذا لا تثقين به؟”

ابتسمت بابينا بحزن، ثم قالت: “إذا كنت مصرًا على صداقته، عاهدني أن تحتفظ بزجاجة المصل الصغيرة معك دائمًا.”

وافق أونور بغير اقتناع، وقال: ” أعاهدك، أمي، لا تقلقلي.”

 

في صباح اليوم التالي، جاء كريميت إلى البركة ليخبر أونور بحماس: “وجدت نهرًا مليئًا بالأسماك الفضية! عليك أن تأتي معي!” 

تردد أونور للحظة وهو يتذكر كلمات أمه، لكنه استسلم لإلحاح كريميت، قائلًا: لن يحدث شيء سيئ من مغامرة قصيرة”

 

قاد كريميت أونور عبر الغابة، وبينما كانا يسيران، انبهر أونور بجمال الغابة، حيث كانت كثافة الأشجار الطويلة تخفي أسرارها في ظلالها، وأصوات الطيور تمتزج مع حفيف الرياح في لحن غامض. لكن أجواءها كانت تحمل نذير خطر لم يدركه أونور.

 

عندما وصلا إلى النهر الفضي، الذي تتلألأت مياهه كالمرآة تحت أشعة الشمس، ورأوا السمك يقفز في المياه، قال كريميت بابتسامة ماكرة: ” اعتذر، لكنني أنا فقط من سيحصل على السمكات الفضية. سيعطيها لي الثعبان ، وثمنها هو أنت!”

 

تجمد أونور من الصدمة، وقبل أن يتمكن من الرد، ظهر الثعبان من بين الأغصان بصوت مخيف وقال: “أحسنت يا كريميت! أوفيت بوعدك.”

ارتجف أونور، وأدرك أنه وقع في فخ. بينما كان الثعبان يقترب، تذكر نصيحة والدته. بسرعة استجمع شجاعته وأخرج زجاجة المصل الصغيرة، المكونة من بذور الفلفل الأحمر، وألقاها في وجه الثعبان. 

 

صرخ الثعبان متألمًا، مما أتاح لأونور فرصة للهروب. ركض بأقصى سرعة، والدموع تملأ عينيه.

 

عندما وصل إلى المنزل وجد والدته تنتظره بقلق. 

احتضنها بقوة وقال: “أماه، كنتِ على حق. رأيتِ ما لم أره. وسامحيني لعدم الاستماع إليك.”

 

مسحت بابينا دموعه وقالت بحنان: “ما يهمني أنك عدت سالمًا. الدرس الذي تعلمته اليوم سيبقى معك دائمًا. 

 

تسللت أشعة الشمس بين الأشجار، مضيئة منزلهم، بينما عاد أونور إلى بركته الصغيرة وهو يعلم أن الأمان يكمن دائمًا في دفء المنزل وحكمة أمه.

عن المؤلف