انتهاك المقدسات؛ صراع الحق والباطل

Img 20241120 Wa0124

 

كتبت: هاجر حسن

 

 

يزداد العالم سوءً يوم بعد يوم، وكأن الأخبار باتت تشتعل كجمرةٍ لا تنطفئ. الحياء يُخدش، والقيم تتهاوى تحت وطأة الفتن. طيفٌ يجاهد لعبادة ربه، وآخر يكدّ ليُغرق العالم في طغيان الفساد. لا وجود لوسطٍ آمن أو لونٍ رمادي؛ إما نور يشق الظلام أو ظلامٌ يلتهم النور. 

 

تُسفك الدماء، تُزهق الأرواح، وتُسرق الطفولة قسرًا، وكأن الإنسانية تسير نحو هاويةٍ بلا قاع. لكن أقبح المشاهد، وأشدها ألمًا، هو انتهاك حرمة المقدسات.

 

تشعر وكأننا قد سُرقنا لنعيش في كوكبٍ غارق في الظلام، تحاصرنا شياطين إنس سوداوية. القابض على دينيه أشبه بمن يمسك جمرًا ملتهبًا، يتألم لكنه لا يلين، يحترق لكنه لا يتخلى عن الحق. 

 

وقد تظن أحيانًا أنك لا تمتلك حيلة لتغير هذا العالم، أو للدفاع عن مقدسات الإسلام، فيتسلل العجز إلى قلبك. لكنك تغفل عن حقيقة عظيمة: إذا كنت ما زلت على طريق الحق، وإذا بقي قلبك حيًا لم يُصب بعدوى شياطين الإنس، وإذا كان حياؤك نابضًا وغيرتك مشتعلة كجمرةٍ لا تنطفئ، فأنت بالفعل في صفوف الجنود المجاهدين.

 

لا تستهن بما لديك فأنت تملك مفتاح التغيير ونصرة الدين. يكفي أن تثبت، أن تبقى يقظًا، أن تجاهد لتتفادى سهام الفتن التي يطلقها شياطين الظلام. 

 

واعلم أن الدنيا ليست موضع كرامةٍ للإنسان؛ الكرامة الحقيقية للإنسان تكمن في سلامة دينه لا دنياه. ولو كان في الدنيا كرامة، لكان الأنبياء أوسع الناس رزقًا وأغدقُهم عيشًا

 

افخر بنفسك واعتز بإيمانك، واعلم أنك لست وحيدًا؛ فهناك من يشعر بما تشعر به، ويجاهد كما تجاهد، ويحترق غيرةً على دينه مثلك. 

تذكر نبوءة نبيك الكريم حين قال: “يأتي على الناس زمانٌ الصابرُ فيهم على دينه كالقابض على الجمر”.

عن المؤلف