الأحلام؛ صدى الخيال وبذور الواقع

Img 20241118 Wa0106

 

كتبت: هاجر حسن  

 

 

“إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ”

 

في خضم أثقال الحياة وقيود الواقع، يفتح عالم الأحلام نافذةً تمنح الروح حرية استثنائية. هناك، تنطلق إلى فضاء بلا حدود؛ يصبح القمر بين يديك، الثلج يتساقط برفق، والصحراء القاحلة تتحول إلى واحة خضراء تُزهر بزرعٍ ونجومٍ ناطقة تبتسم لك. 

 

وفي هذا العالم الساحر، يعود الغائبون؛ يعانقك كل

حبيب راحل، وتعيش معه أمسية لطالما تمنيت حدوثها. تعود إلى طفولتك، فتجد نفسك طفلًا صغيرًا يركض نحو حضن أمه، يغمره الأمان والدفء. 

 

الأحلام تمنحك أجنحة خفية تحملك بعيدًا عن القيود؛ تحلق بين السحب، تعانق الشمس بلا خوف، وترحل مع الطيور المهاجرة نحو عوالم مليئة بالأسرار، تعيش لحظات نجاح مبهجة. فالأحلام تطوف بك إلى أقاصي الكون حيث كل شيء يبدو ممكنًا. 

 

لكن، هل الأحلام مجرد خيال عابر أم أنها تحمل إشارات أعمق؟ 

الأحلام ليست دائمًا خيالًا عابرًا، أو انعكاسًا لأحاديث النفس. أحيانًا تكون رسالة خفية تخفف عن القلب وتداوي جراحه، أو بذرة لواقع ينتظر أن ينمو. 

 

الأحلام ليست دائمًا أوهامًا، بل قد تكون إشارات ومقدمات لواقع جديد. وها هو يوسف عليه السلام خير دليل. عندما تحققت رؤياه، قال لأبيه: “يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقًّا”.

 

رغم أن رؤى الأنبياء وحي من الله، إلا أن الله برحمته وهب عباده نصيبًا من الأحلام، لتكون نافذة تفتح للروح آفاقًا جديدة، أو تحمل رسائل وبشائر لمن يشاء من عباده. 

 

آمن بأحلامك، فهي ليست دومًا خيالًا عابرًا أو حديث نفس، بل قد تكون بذورٌ كامنة تنتظر منك أن ترويها بالعزم والإيمان، لتزهر واقعًا يلامس طموحاتك، أو طيفًا يعبر بروحك ليسرها.

عن المؤلف