ثقافة مجتمع أم هذا فكِر مُتطرف وأصتناع معتقدات جديدة.

كتبت: سـارة مـجـدي

“صدق من قال أن ما أصاب الإسلام في عصرنا هذا وفي العصور التي سبقته لا يُسأل عنه أعداؤه قدر ما يسأل عنه أبناؤه”

أصبحت في حيرة مِن أمر مجتمع شرقي إسلامي وهو أبعد ما يكون عَن الإسلام، فكيف لشخص أن يُلقب بلقبٍ هو لا يعنيه بشيء هكذا كيف نكون مسلمين ونحن لا نُطبق الإسلام؟ كيف يكون الغرب كفارٍ ومسيحيين ويطبقون الإسلام وهم بغير مسلمين؟ أ هكذا يكون المجتمع الإسلامي مجتمع يرىٰ أن مَن يتحدث بالدين شخص مُمل وساذج، أن مَن يتقي الله ويعامل الناس بالحُسنىٰ أنه ضعيف ومِن السهل إهانته والمجيء عليه والتعدي علىٰ حقوقه، أ حقًا هذا المجتمع الذي يُلقب بالإسلامي، مجتمع أصبح يطلقون علىٰ الملتزم لقب الشيخ، ويقولونها بأستهزاء وكأنه لقبًا بذيء تشعر وكأنه عار يُلقي بصاحبه إلىٰ الجحيم، وإذا ألتفتنا للفتايات الكاسيات العاريات أصبحنا نرى الفتن تحيط بنا للأعناق ولا نتحدث بل نقلدهم؛ ولاكن عندما نرى فتاة ملتزمة تركتب أخطاء ولو صغيرة كالذرة لا تُرىٰ بالعين المُجردة يُقام عليها الحد وكأنها فعلت الفاحشة التي لا يغفرها الله والمجتمع، والله إن الله ليغفر الذنوب والفواحش فـ مَن أنتم حتى تتركون الفتن تحيط بكم مِن كافة الجوانب وتمسكون رجال الدين تسبوهم وتقفون لهم على أصغر الأخطاء وكأنهم ملائكة لا تُخطئ وتُصيب، ولاكني لا أتعجب لأنكم لو كنتم تعلمون الدين لكنتم علمتم أن رسولكم قال {وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ} لَم أعد أتعجب مِن شيء يحدث في مجتمعٍ كهذا أبتعد عن درب مليء بالورد وأتجه لدرب الشوك ويشتكون من وجع الأقدام مِن السير عليه وهم من ألقوا بأيديهم إلى التهلكة، فقد وصاهم نبيهم عن فلاح الطريق ولاكنهم ضلوا كالعادة فقد قال الرسول في خطبة الوادع {تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي}
_رغم سعي النبي ٢٣ عامًا في الدعوة وفي أخر أنفاسه أيضًا يوصي بالطريق الصحيح لنا، ولكننا ماذا فعلنا تركنا الصواب وأتجهنا للخطأ ونسأل لماذا إزدادت معدلات الطلاق؟
لماذا يحدث هذا في المجتمع؟ _لابد أن يحدث هذا في المجمتع فـ مما يتكون المجتمع يتكون مِن الأسرة التي هي نواة المجتمع، وماذا يحدث في الأُسر التي هي أساس يُبنى عليه الأشياء…
_أُسر يتركون بناتهم تخرج بحجاب أبعد ما يقال عنه حجاب، أصبحت البنات لا تطيق الحجاب علىٰ رأسها ويُعجِبها بنطال يلتصق في جسدها ثم يشتكون من التحرش اللفظي والجسدي ونسوا أن الله أراد أن يحافظ عليهم بالحجاب والفضفاض حين قال *{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ}*
فلا يؤذين والله يعلم وأنتم لا تعلمون، يعلم النفس البشرية وما تكِنه مِن سوء وأعطانا العلاج للداء ولاكن هذا الداء في أنفسنا نحن،
ماذا ننتظر مِن مجتمعٍ يرى الإختلاط بالأمر العادي والله منعه عنهم لحفظهم ليحفظ قلوبهم مِن الألام والأذى، ولكننا ماذا فعلنا تركنا دين الله، تركنا الحلال الذي هو خيرٌ لنا وأتجهنا الحرام وشرور الأنفس والشهوات، وأصبحنا نُعاني مِن الضعف والأكتئاب، أثر علاقات فاشلة ومحبطة، علاقات تستنزفنا نفسيًا ورغم ذلك نفعلها ونُكررها والأهم أننا نعاني مِن الأكتئاب والحزن ونسينا أن *{ألا بذكر الله تطئن القلوب}*
ونسوا أن مَن يُعرض عن ذِكر الله فإن له معيشة ضنكًا، حقًا أصبحنا في زمن القابض علىٰ دينه كالقابض على الجمرِ، أصبحنا في زمن الإسلام فيه قولاً لا فعلاً ونسأل لماذا أصبحنا هكذا، والحقيقة أننا نحن من أخذنا بأنفسنا إلى هذا الوضع بالأبتعاد عن دين الله والسير على نهج نبيه الكريم.

_حسنًا عزيزي القارئ أردت في هذا المقال أن أكشف أمامك أوراق مجتمع تعيش فيه وسوف يولد به أطفالك أم إنهم موجودين حقًا هذا ليس لإعرض المساوئ لا ولكن لنبدأ بإصلاح أنفسنا، فقد بدأتُ بإصلاح نفسي واردت ألا يضل غير الطريق مثلما حدث معي من قبل فالتبدأ بنفسك أيضًا لنصلح جميعًا من جديد.

عن المؤلف