ک/هالة البكري
هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحيم بعباده، اللطيف بهم، والعليم بحالهم، هو الله الذي لا يترك قلبًا مُنكسرًا إلا، وقد أعطاه ما يجعله مجبورًا، وراضيًا، هو الله نور السماوات، والأرض، وخالقهم، وخالق كل شيء، لا يعجزه شيئًا في الأرض، ولا في السماء، هو الله القادر، وقدرته لا تقف عند حدٍ معين، فهو قادر على أن يجعل لك من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍ فرجًا، قادر على أن يؤتيك كل ما تتمناه، وتريده، وفي لمح البصر،
ولكن قد يبتليك الله عزوجل؛ لأنه يُحبك، ويُحب قربك منه، ولكنه لا يغفل عنك أبدًا، ويُدبر لك أمرك، أفضل مما تُخطط له،
تنام أنت، ورزقك عنده محفوظ، تُظلم في دُنياك، وحقك عنده لا يضيع، حتى وإن أضاعوه الناس، تبكي؛ لطوال صبرك، وهو يُدبر لك ما يقر عيناك، ويُسعد فؤادك، ترى الناس جميعًا قد جبروا، وتظن بأنك لن تُجبر، ثم تجد جبرك أتٍ، ولكنه جبرًا عظيمًا، وليس كجبر من سبقوك بل هو أعظم منهم بكثير،
تنام باكيًا ظانًا بأن لا أحدًا معك، ولكنه معك دائمًا، تظن بأن لا أحدًا يعلم حُزن قلبك، ولكنه يعلمه، ولا يخفى عليه شيء،
تدعوه، وتجد أن الدعوات لا تُجاب فتظن بأنه لا يُحبك، وأنت لا تعلم بأن الله يدخر لك كل ما هو عظيمٍ، ومُبهر، تقلق اليوم، وأمس، ثم تجد غدًا كل ما كان يُقلقك قد مر دون خسارة، والله وحده هو الذي جعل لك من أمرك مخرجًا،
فأنت لا تعلم كيف يُدبر الله لك الأمر، لا تعلم حكمة الله في تدبير أمرك،
ولكن كُن مُطمئنًا؛ لأن الله معك، ومنك قريب،
فهو يراك دائمًا، ويرى حال قلبك، ويعلم سرك، وجهرك، وخوفك، وقلقك، وحُزنك، وصبرك،
الله عزوجل رحيمًا بك، وأرحم بك من والديك، أرحم بك من نفسك،
الله عزوجل قادر على أن يؤتيك ما تريد، وكل ما تريده في يد الله، الله عزوجل لا ينقص ما عنده أبدًا، فهو الكريم، الذي يُعطي دون حد، ويرزق من يشاء، ويجبر من كُسر، ويغني من أراد.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت