إشراقة عمر جديد

Img 20240602 Wa0036

 

كتبت: عائشة شرف الدين

 

نزهر رغم كل تعب، رغم مايدعونا للذبول، نقاوم خريف الأيام كي لا نتساقط،ففي فصل الخريف تصفر أوراق الحياة فتتساقط واحدة تلو الأخرى بعد أن كانت مزهرة، ولكن ذلك ليس سيئاً لانها حتى وإن تساقطت فإنها تخضر من جديد عندما يحين ربيعها.

ولكن ماذا عن البشر هل يعود ربيعهم بعد أن تساقطت أوراقهم في فصول خريفهم؟

إن هذا الامر يعتمد على مدى عزيمتهم وإصرارهم على النهوض من جديد، وعدم الاستسلام للظروف، ومواجه اعاصير الحياةبقوة، والتشبس جيداً، لأن الاشخاص ذوات العزيمة الصادقة والاصرار حتماً سينالون ما يرمون اليه من امنيات وأحلام مهما كان الامر صعباً، وكما يقول المثل (الغريق يتمسك بقشة) تمسك بها لأنه إعتقد ولو لحظة بأنها ستنقذه حتى وإن كان الأمر مستحيلاً، لكن لا بأس من المحاولة فالكثير من المحاولات قد تقود إلى النجاح في نهاية الامر، وليس هناك ما يسمى بمحاولة فاشلة اذ أن كل المحاولات ناجحة، لأنه في كل مرة نخطئ نتعلم من أخطائنا، وما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

إننا ندفع ثمناً غالياً من جراء خوفنا من الفشل لأن خوفنا هذا بمثابة عائق كبير للنجاح  فلا توجد معرفة تخلو من صعوبة وتجربة من الخطأ والصواب، وإذا أردنا ان نتقدم إلى الامام ونسمو باحلامنا لا بد أن نكون مستعدين طيلة حياتنا لمواجهة خطورة الفشل، فنحن نسقط لكي ننهض، ونهزم في المعارك لكي نحقق نصراً اروع، تماماً كما ننام كي نصحو اكثر قوة ونشاطاً. لذلك لا بد من المحاولة في كل شئ وعدم الاستسلام مهما حدث، وإذا لم ننجح من المرة الأولى فهناك الثانية والثالثة والرابعة…… وهكذا.

والفشل ليس النهاية كما يقولون، بل اقول إنه البداية فإن لم تفشل لن تعمل بجدٍ ابداً، حتى المخترع الشهير توماس أديسون قام بالف محاولة فاشلة قبل إختراع المصباح الكهربائي وعندما سأله احد الصحفين كيف كان شعورك بالفشل للمرة الألف؟

أجابه أديسون: أنا لم أفشل الف مرة بل عملية إختراع المصباح الكهربائي تكونت من الف خطوة  لذلك  كل تجربة هي درس حتى نتعلم منها لماذا أخطأنا في المرات السابقة،تخيلو معي كمية الظلمة التي كان يمكن أن نعيش فيها لولا محاولات أديسون الألف وعدم الاستسلام.

لذلك يجب أن نقاوم خريف أيامنا ونصنع ربيعنا بايدينا حتى نزهر من جديد ويفوح شذانا ليعطر العالم أجمع، ولأن الروح لا يليق بها سوى أن تزهر.

عن المؤلف