كتب: محمود لطفي
يوما ما كتبت جملة (من عاش حياته بلا سر لم يعيش حياة من الأساس) فمن ذا الذي يجزم أن حياته بلا سر !
فمن لم يخف شيء يميز به نفسه ويتشارك به احاديثه المتكررة مع ضميره قطعا إما إنه روبوت إنسان ألي أو ربما شخص بلا قلب.
فالسر الذي تخفيه بين ضلوعك قد يأت يوم ويكون هو الطريق الوحيد والصحيح لعودتك لنفسك التي قد تسلبها منك الحياة ويجبرك الزمن بأحداثه أن تتخلى عنها.
ولا تجعل كلمة سر في عقلك تقترن دائما بأمور يخجل الشخص من ذكرها أمام الجمع، فلا يجوز إتهام أصحاب الأسرار ورميهم بالباطل دون معرفة سبب تحويلهم ذلك الأمر من علن لسر.
فمن ذاق الأمرين من البشر ومن اعتاد فقدان الثقة فيهم لتكرار ما حدث لن يتكالب في إعلان أمره أمام أعين الناس وكذلك من سمع اتهام الغير ممن يقاربون حالته حين علم الناس بامرهم سيحول علنه لسر وهكذا حتى قد يأت اليوم الذي من الممكن أن يكون الإنسان ذات نفسه هو مجموع ما يخفيه من أسرار وألا يستطيع الناس قراءة بعضهم البعض لنفس السبب زيادة مقدار ما يخفيه الفرد عما يعلنه.
الحديث حول الأسرار جذاب وشيق يتشابه كثيرا مع الأحلام حيث ينهار الحاجز بين الحقيقة والخيال في كليهما ويصبح صاحب الحلم او السر فقط هو السيد وصاحب الأمر ويتحول من خانة المفعول للفاعل ويبقى الفرق فقط في مكان كلا منهما فالحلم يخلد في الأساس في العقل والسر يكن في العقل كقرار مكين له.
وإلا هنا داعبني سؤال أتحب أن تكون صاحب حلم في عقلك ام لك سر دفين في ثنايا قلبك ام كليهما!
المزيد من الأخبار
عنادٌ وكبرياء
فِلَسْطِين وَطَنٌ لَا يَنْكَسِرُ
العالم في عيني