إنعدام الهوية

Img 20231006 Wa0343

للكاتبة: سارة مجدي

مرحبًا عزيزي القاريء ثُمَّ السلامُ لكَ ولِقلبكَ ورحمةٌ مِن الله وبركاته

ثم أما بعد لا تتسائل كثيرًا عن سبب تقديمي لك لهذا المقال

فما هو إلا كلامًا كُتِب ليُخرج البعض مِن دوامة الدنيا التي يعيشون بها وهم ييظنون.

أنها دار مرح وسرور، وما هي إلا دار كدٍ إلى يوم يبعثون.

فهي السم الذي يُدس في العسل فلا أنت تشعر بالسم والذي سيقتُلك في نهايةِ المطاف.

ولا تَسْتطيع التَمتع بِالعسلِ الذي يتغير طعمه كَلَّما اِنهلت عليه أكثر.

والآن لقد وضحت الأمور أمامك فهذا الذي أصبح عليه حال مجتمعنا اليوم.

مجتمعٍ بلا هوية وهو ما يثير للشفقة.

أرأيت يومًا شخصًا يتخلىٰ عن هويته وهو في كامل قواه العقلية؟! بالطبع لا.

ولكن هذا ما نفعله نحن في مجتمعنا اليوم؛ ولكن لا نشعر به ونحن ننحَدِر كُلَّ يومٍ إلى الأسفل أكثر مِن ذق قبل.

تُلهينا الدنيا بِمرحها الزائف وننسىٰ أنَّ(قل متاع الدنيا قليل والآخره خير لمن أتقى)

تُخدعنا بثوب اللطافة والمرح وما يُقال التحضر والتقدم.

وما هو إلا ثَوب مُرقع فقط بواسطة خياطٍ ماهر عرف كيف يُبدل الماس بالفضة ويُقنعك أنه ماسٍ حر.

فهي عرفت جيدًا كيف تُغير مجتمعنا مِن شبابٍ، وبنات، ونساء، ورجال.

إلىٰ هذا المستوىٰ التي يؤسفني القول أنه أشد ما يثير الحزن علينا.

فالشباب يلهون بالهواتف وتُسيطر علىٰ عقولهم غريزتهم.

حتىٰ أصبحت تقودهم كالبهائهم بدل من أن يقودوها هو كإنسان بالعقل الذي ميزهم اللّٰه به علىٰ سائرِ المخلوقات.

ولكن هم ركنه علىٰ الأرفف يتصأ وأنجروا خلف شهوتهم كالأنعام تارة يتلاعبون بالبنات.

وتارة يتمنون أنْ ينفتحون كالغرب في دنائتهم التي هي مِن وجه نظرهم هي كامل الحرية.

ولا يدرون ما هم مُقْبلين عليه مِن حجيم أثر تأثرهم بالغرب في أرتكابهم الفواش كالزنا.

تركوا دينهم وأحكامهه ولم يَعفوا نفسهم بالقرآن ويلتزمون بتشريعه.

كما قال ﷲ تعال(وللمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم).

ولِنتجة للفتايات الذين تَخلوا كامل التخلي عن هوية الفتاة المسلمة.

أصبحنا نراهم في الشوارع ولا تستطيع التمييز من هي النصرانية واليهودية مِن المسلمة.

في حين أن الأمر كان سيكون أسهل لو لم يتخلوا عن الزي الذي شرعه الله لهم ليُميزهم به حين قال(يا أيها النبي قل لأزاجك وبناتك وبتات المؤمنين…)

فإن كانوا حافظوا على زيهم ولم ينجرِفوا إلىٰ ما زرعهم بعقولهم الغرب من الموضة والتحضر.

وأحدث الإطلالات، وعرفوا جيدًا كيف يتلاعبون بهم كحجر الشطرنج.

يلعبون لهم علىٰ نِقاط ضعفهم ألا وهي فطرة المرأة في حب الجمال، هم ينجرفون لهم كالمغيبين العقول.

وغيرها من الأفعال التي لا تليق بِسمة الفتاة المسلمة.

وإذا توجهنا للأباء الذي أصبحوا كُلَّ مفهومهم عن الزواج أنه أنْ يتزوج هو مِن واحدة تُنجِب له أطفال.

وتُنشأ له منزل، وهي تعيش أحلامًا فتاة وردية من التنزهات، وتفكر فقط كيف؟

وتنجب طفلاً تلبسه علىٰ أحدث موضة مثلها وتنشأه على اللغة وكيف يتحدث الإنجليزية بطلاقة.

هذا هو فقط أصبح مفهومهم عن الزواج الذي هو قيل عنه من الله (الميثاق الغليظ).

وعلىٰ الجهة الأخرى فإنهم ينجبون أطفال وينسون تربيتهم.

فيتركوهم للدنيا وأصدقاء السوء تزرع بهم الكثير وهم يجنون الثمار وثم يعضون على أصابعهم مِن الندم مِن جديد.

حسنًا عزيزي القاريء إذا وصلت لهنا وتعتقد أنه أنتهىٰ حديثنا عن تخلينا لهويتنا.

فأحب أنْ أُخبرك أنْ الحديث ما زال في أوله.

فالتأخذ نفسًا عميقًا لآخذك في جولة أقصُ عليك ما يحدث بها في مجتمعنا وكيف تخلينا عن هويتنا.

بل نزعناها عنا بأيدينا بدايةً من تخلينا عن ديننا، ثم لغتنا، ثم عُرفنا ومعتقداتنا.

ثم عن تقاليدنا والكثير مِن الأشياء التي لا تُعد ولا تُحصىٰ.

فإذا تحدثنا عن تخلينا عن هويتنا في التحدث بلغتنا آلا وهي لغة الضاد فسأطرح عليك سؤلاً.

إذا جاء لك أحدًا اليوم ووجدته يُحدثك بالفصحىٰ فما سيكون رد فلك يا تُرى؟!

حسنًا سأخبرك أنا ستستهزأ به وتظل تقول عنه أبو جهل و ما بك يا رجل قد أنقلبت علىٰ أبا جهل هكذا.

وكأنها لغة أبا جهل وليست لغة القرآن يا صديقي.

وهذا إذا أمعنا النظر إليه وجدناه تخلي عن هويتنا العربية في التحدث بغلتنا، ولنذهب هكذا للتخلي الثقافي.

فإذا أحصينا هكذا عدد من يقرأون كتبًا دينيه.

ويزورونا المكاتب الدين لتيتعلمون مِن السلف الصالح.

تجدهم عددٍ ينبض القلب له أسفًا مِن قلته.

في حين تجد الإقبال علىٰ كتابات الغرب مثل ديستوفيسكي وغيرهم هي الأكثر مبيعًا.

بِحجة أننا نتعلم منهم الثقافة والتحضر والسير علىٰ نهجهم.

الذي سيؤدي بنا للهلاك ولا نعلم وهذا مِن أسوء صور التخلي الثقافي.

ناهيك عن ما يحدث من أصحاب الطبقة المخملية وهو يعيشون كالغرب في طعامهم، ونونهم، وملبسهم.

حتىٰ كلامهم الذي أصبح نصفه ويكاد يكون كله ممزوح بالغة الإنجليزية.

وكأنه يرسل رسالة مبطنة إلىٰ مَن يتحدث معهم أنه مثقف وليسه كمثله شخص.

وهو مثير للشفقة علىٰ ما هو عليه وأنجرافه حول تلك الأشياء الغير دائمة.

والآن عزيزي القاريء أود فقط القول لك أننا أصبحنا مجتمع مثير للشفقة تكسه العيوب أكثر مِن الميزات.

وتتغلغل بباطنه المساوء أكثر من الخيرات، وتتراقص قلوب الشياطين فرحًا علىٰ أنغامهم.

الذين يعزفونها وتتراقص عليها معشر الإنس حقًا.

إنه لشيء مُثقل القلوب بكثير من الهموم.

عن المؤلف