الروائية أميرة محمود فتحي في حوار خاص لمجلة إيفرست

 

كتبت: مريم محمود

إليكم اليوم إستضافة جديدة لموهبة فريدة من نوعها، واجهت الكثير من التحديات والصعوبات مما دفعها ذلك لإكتشاف ذاتها، وبالرغم ما أحصته من نجاح إلا أنها مازالت تتطلع لنجاحات أخرى لتثبت أنها قادرة على تحقيق المزيد برغم ما تواجهه من صعاب.
معنا اليوم موهبة شابة ممن يُقال عنهم “صغيرة السن بليغة الأثر” إبنة محافظة المنيا التي سيسطع إسمها وإنجازاتها اليوم في مجلة إيفريست الأدبية.

  • نبذة مختصرة عنكِ ليعرف الجميع من هي أميرة محمود؟
    أنا أميرة محمود فتحي، أبلغ من العمر واحد وعشرين عام
    من محافظة المنيا، طالبة بكلية الزراعة جامعة المنيا، كاتبة وروائية.
  • أهم أعمالك؟
  • رواية إراتوسثنيس ٢٠٢١
  • رواية ڤودون ٢٠٢٢
  • كتاب اللقاء ٢٠٢٢
  • رواية ڤيكاريا ماتر ٢٠٢٣

  • متى بدأتِ رحلتك في عالم الكتابة؟
    منذ ثلاث سنوات تقريبًا، أثناء المرحلة الثانوية، ثم أخذت إنطلاقة وبدأت بنشر أعمالي.
  • ما الدافع الذي جعلك تكتبي؟
    الدافع هي الضغوط النفسية للمرحلة الثانوية والمذاكرة؛ فالكتابة هي السببل الوحيد الذي سلكته وخفف عني أعباء وضغوط الحياة.

  • أي أنواع الكتابة تُفضلين؟ وهل لديكِ مواهب أخرى؟
    أُفضل الأدب الروائي وكتابة الخواطر، والشعر أيضًا
    أما بالنسبة للمواهب الأخرى فأنا لا أسميها مواهب بل هوايات لأني أسعى فقط؛ لتطويرها كالتصميم فهو بالنسبة لي هواية فقط.

  • من الذي أكتشف موهبة الكتابة لديكِ؟
    حقيقةً لا أحد، فبفضل الله أولًا وأخيرًا أنا من أكتشفت ذاتي وبدأت مشواري وحدي.
  • كتابات أميرة محمود أي طابع يغلبها؟
    طابع الحزن، فأنا أفضل هذا النوع من الكتابة ودائمًا ما أكتبه.
  • هل مررتِ بمواقف أثرت عليكِ بالسلب في مشوارك الكتابي؟
    نعم، مررت بمشكلات كثيرة أثرت عليّ شخصيًا، ولكن معظمها كانت لصالح مشواري الأدبي، ففي ظل تلك الظروف كتبت العديد من الكلمات التي أفادتني في رواياتي وكُتبي.

  • هل هناك عوامل أثرت في تنمية موهبتك؟
    كما قلتُ لكي سابقًا العوامل التي أثرت على موهبتي بالإيجاب برغم كونها صعبة كانت مشاكل في حياتي الشخصية، فمن كثرتها أثرت على عقلي بالإيجاب حيث نضجت أكثر وتطورت فكريًا مما أثر ذلك على كتاباتي وخاصةً الروايات.

  • حدثيني عن محتوى رواياتك؟
    الثلاث روايات ناقشت فيهم مشاكل إجتماعية من أهم مشاكل المجتمع
    فالأولى ناقشت بها تجارة الأعضاء البشرية
    والثانية ناقشت بها السحر في المجتمعات الشرقية
    والثالثة وهي الجديدة أناقش بها الأن تجارة الأرحام والإتجار بالبشر وكانت الرواية الأولى إمتداد وتوسع لمشكلات أكبر في المجتمع.

  • أحب الأوقات المناسبة للكتابة لديكِ؟
    أحب أوقات الكتابة بالنسبة لي هو الليل؛ فهدوء الليل وسكينته يساعدني كثيرًا في إتقان الفكرة التي أستعد للحديث بها سواء كتابة قصة قصيرة أو فصل رواية.

-مَن تُفضلين من الكُتّاب؟
كاتبتي المفضلة دائمًا وأبدًا هي الكاتبة غادة السمان، واقتدي بها في أسلوب الكتابة وظهر هذا أكثر في كتابتي لِكتاب اللقاء.

  • هل واجهتي إنتقادات في البداية؟
    بالطبع، فأي شيء غريب بالنسبة للبشر ضروري هينتقدوه، مع إن الأمر عادي ولا يوجد غرابة ولكن المجتمع حولي خاصةً إني أسكن في الريف؛ فالموضوع بالنسبة لهم غريب ولم يتوقعوا أنني سأستطع نشر كتاباتي وأخرجها للنور؛ فكنتُ أواجه كثير من الإنتقادات من أشخاص يكادوا يكونون من أقرب الناس لي.
  • كيف كان شعورك عندما وطئت قدمك معرض الكتاب لأول مرة بعمل فردي؟
    دعينا نتحدث عن المرة الثانية لأن الأولى كنت أعاني من ظروف نفسية قاسية، ولكن الظروف كانت عكس المتوقع كما أنني نشرتها لكي أمسك بأول نسخة من عملي بين يدي، لأن داخلي كنت منتظرة لحظة الفرح بهذا النجاح.
    أما بالنسبة للمرة الثانية؛ فهي بالنسبة لي يعتبر الأولى لفرحتي وكان شعور جميل جدا عندما أمسكت بأعمالي الثلاث بين يدي دفعة واحدة.
  • ما منظورك حول الأدب الروائي في هذه الفترة؟
    في هذه الفترة الأدب الروائي يتراجع حدّ التدهور، لأني عملت فترة كمدققة لغوية وشاهدت تدهور كبير بمعنى أصح؛ فأي شخص كتب قصة قصيرة وإذا زادت منه عدد الكلمات أطلق عليها رواية وقام بنشرها بدون إتقان أي جانب من جوانب الرواية ولا يراعي الأهتمام بعدد الكلمات والأحداث والسرد والزمن، وانتشرت في هذه الفترة الروايات العامية حتى خرج جمهور ينتقدون الفصحى؛ فأنا واحدة ممن تعرضوا لإنتقاد لغة الحوار في روايتي بسبب أنها باللغة العربية الفصحى؛ فأستطيع القول وبثقة تامة أن الأدب الروائي ينحدر بسبب العامية المنتشرة سردًا وحوارًا.

  • لقد وصل إلينا أنكِ مؤسسة لدار نشر إلكترونية، حدثينا عنها؟
    بالفعل أنا مؤسسة لدار نشر إلكتروني تحت إسم ” تُراث” ؛
    فهي بالنسبة لي ليست موقع بسيط ينشر كُتب، إنما حلم أحاول تطويره وتكبيره وتوصيله للعالم العربي كله، وبالفعل الحمد لله نجحت في تحقيق جزء من هذا الحلم بمساعدة فريق العمل.
    فـتُراث لها عقد إلكتروني مثل الدار الورقية أيضًا لكي يحفظ للكاتب حقوقه وللدار أيضًا، ونشر العمل بها يشترط يكون مدقق لغويًا بنسبة على الأقل ٧٠٪
    ويوجد بالدار أيضًا فريق عمل مصممين ومنسقين يعملون بالعمل التطوعي بدون مبالغ مالية، كما أن الدار لا تأخذ أي مبلغ مالي من أي كاتب مقابل النشر.

  • ما الهدف من دار تُراث للنشر الالكتروني؟
    الهدف منها دعم الكُتّاب الذين يستحقون إظهار أعمالهم وليست دعم الكُتّاب عامةً.
  • هل ترددتي في أخذ تلك الخطوة الكبيرة وهي عمل دار نشر برغم أنكِ صغيرة؟
    لم أتردد نهائي في أخذ تلك الخطوة التي كان دافعها الاول والأخير إنقاذ الكُتّاب من استغلال دور النشر الورقية، أخذت الخطوة وحقيقةً لم أكن واثقة في نجاحها في هذا الوقت القصير، فتُراث تكمل سنة واحدة وتم نشر قرابة ٢٥٠ كتاب وقصص قصيرة لكُتاب من مختلف العالم.
  • من الداعم الأساسي لأميرة محمود في مشوارها؟
    أول الناس الذين قاموا بتشجيعي كانت أمي وصديقتي إيناس البنوي، إنما أول المساعدين ولهم بصمة في الدار هي سُها عبد النبي مصممة للدار
    مرجريت كمال أو مارجو لأن الجميع يعرفونها بـإسم مارجو وهي مسئول التعاقدات في الدار وبمعنى أصح عمود الدار
    وثالث شخص يوسف عادل بمثابة أخي الصغير بدأ معي ببرمجة الموقع وعملَ كمنسق ومسئول عن الحساب الخاص بالدار والجريدة التي تروچ للدار.
  • ما هي أقرب الأعمال لقلبك؟ وكيف استوحيتي فكرتها؟
    الأقرب إلى قلبي العمل الرابع.
    “ڤيكاريا ماتر” المنتظر صدورها عن دار نشر أوراس الورقية للنشر والتوزيع.
    أولًا استوحيت فكرتها من حياة أحد الأشخاص المُقربين وبيمثل بمعنى أصح بطل الرواية..
    من خلال دراستي للشخصية نفسها وحبها للعدل وطريقة تفكيره المميزة في استنتاج الأحداث والنظر للأمور بطريقة عقلانية
    من هنا أتتني فكرة البطل نفسه بالأضافة للهدف الأساسي للرواية من ناحيتي أنا ككاتبة وهي مناقشة أحد القضايا المجتمعية.


– تطلعاتك المستقبلية للأدب الروائي؟
إذا أستمر دور النشر على نهجها هذا، وأنها تنشر هذه الأعمال الغير ممثلة للأدب الروائي بصلة، فتوقعي أن الأدب الروائي سيتدهور أكثر وأكثر.
– هل تري أنكِ بلغتِ ذروة الإنجاز في تحقيق نجاحات أم ما زالت هناك إنجازات أخرى تخططين لها؟
كوني فتاة كتبت أربع أعمال ولم أبلغ الواحد والعشرين عام فهذا بالنسبة لي إنجاز كبير بفضل الله، ولكن لدي أهداف أخرى أسعى لتحقيقها وخاصة في رواياتي.
– وجهي نصيحة للكُتاب الروائيين؟
نصيحتي لهم أن تكون كلامتهم هادفة ولا يستخفوا بعقل القاريء لأن عقل القاريء أمانة في يد الكاتب، فأتمنى تكونوا جديرين بتلك الأمانة.


– إقتباس من إحدى رواياتك؟
“نحن عطشى لإقامة العدل لا الاستسلام للظروف والخروج عن الصمت ومواجهة العالم بالرغبة في العيش لا الرغبة في الموت الّتي نمارسها، لطالما ولدت شمس مِن رحم الظلام وخرجت نبته مِن رحم القحط إذن هنا أمل نستطيع التمسك بِه، الاستلام ليس حلًا إنَّها حرب لم تنتهِ بينك وبين الحياة لطالما ما زلت حيًّا فإنَّ رفع راية الحق واجب عليك.
وأنا هُنا طوق نجاة الحق الّذي سينتشل الجميع مِن غياهب الظُلم”
عبد الرحمٰن الجباس
مُحامي العدل
“رواية ڤيكاريا ماتر”
وفي نهاية الحوار سعدت جدًا باللقاء الرائع مع الكاتبة الروائية المتألقة أميرة محمود وبتمنالك التوفيق والنجاح الدائم وتحقيق المزيد من الإنجازات.

عن المؤلف