الشاعر والطبيب: محمد كمال في حوار خاص لمجلة إيفرست

 

حوار: سارة عصر

الحكاية اليوم مميزة، حوار أكثر من رائع، نتعرف على الطبيب الشاعر: محمد كمال.

_يُسعدنا أن نتعرف عليك؟

“محمد كمال، طبيب وشاعر”.

_الشعر والطب، ما علاقتك بهما؟ أيهما تحب أكثر؟ وما العلاقة التي تربط الطب بالشعر؟

“أنا شاعر وطبيب، وأحبهما معًا، وهُناك أبيات من الشعر عن هذه العلاقة ووجه الشبه بينهما أقول فيها:

عجِبوا لأني شاعرٌ و طبيبُ!
قالوا: وربِّـكَ إنَّ ذاكَ عجيبُ

كيف استطعتَ الدمْجَ بين مشاعرٍ
ومشارطٍ؟ أوَ ليس ذاكَ غريبُ؟!

فأجبتُهمْ: حقًا ولكنْ إنَّ ذا
فضلُ الإله، وما عليه رقيبُ

أوَ لمْ يَكُنْ “ناجي” الطبيبُ بشاعرٍ
حَفِظَتْ عقولٌ شِعرَهُ وقلوبُ؟

الطبُ يشفي الجسم من أسقامهِ
ويُريحُ أناتٍ لهُنَ دبيبُ

فيزولُ حزنٌ بل وتُمسحُ دمعةٌ
وتقرُ عينٌ بَعدهُ وتطيبُ

والشِعرُ نبضُ القلب يخبرُ ما حَوَتْ
غُرَفُ الفؤاد وما به ستذوبُ

بلْ إنَّ مِن بعض البيان لساحرا
قد قال ذاكَ المصطفى المحبوبُ

فهُما الصديقانِ اللذانِ تَكَامَلا
وكلاهما مِن ذا الفؤاد قريبُ

فدعوا التعجبَ والملامَ فإنني
لهما وإنْ لامَ الأنامُ حبيبُ

_ماذا يعني الشعر بالنسبة لك؟

” الشعرُ ترجمةُ الشعورِ بداخلي، ‏ووسيلتي للنورِ وقتَ ظلامِ “.

_من هو الشّاعر برأيك؟ وهل يولد الإنسان شاعرًا؟

” يُعرف الشاعر اصطلاحًا بأنه الشخص الذي يستطيع أن ينظم أبيات، وقصائد شعرية، وفق لغته الأم، ويُعرف لغةً بأنه الذي يشعر ويحسّ ويتكلم كلامًا نابعًا من قلبه.. ورأيي أن الشاعر يولد شاعرًا في قلبه ووجدانه وإحساسه ثم ينمي موهبته ويطورها بالتعلم والممارسة “.

_من أين تستلهم أفكارك؟

” من كل شيء من تجاربي الشخصية ومما أقرأه ومما يُحكى ليّ ومن وحي الخيال، كما يفعل أي شاعر أو أديب في مادته ومحتوى أدبه “.

_شاركت في معرض الكتاب من قبل كيف كان شعورك؟

” نعم شاركت بمعرض الكتاب بِـ٣ كتب حتى الآن، كتاب في مجالي الطب، وديوانين من الشعر الفصيح، وبالطبع تجربة جميلة وشيقة جدًا رغم رهبتها وعِظمها “.

_ما رأيك بالحركة الأدبيّة حاليًّا خاصّة بعد انتشار وسائل الاتّصال الاجتماعيّ السريعة؟

” للأسف أرى انتشارًا ورواجًا لبعض التافهين وأنصاف الموهوبين، ‏لا أدرى هل السبب هو وجود واسطة معهم ترفع شأنهم أم أنه تدني الذوق العام أم تراجع الكفاءات والمواهب الحقيقة عن الوجود في الوسط بقوة مما أتاح لهؤلاء الظهور
‏أيًا كان السبب فالنتيجة للأسف مُحبطة جدًا “.

_أيّ أصناف الشّعر الأقرب إلي روحك؟

” من حيث الشكل: الشعر العمودي الفصيح، ومن حيث المضمون: شعر الغزل “.

_ما رأيك بالشعر العامي؟

” لا أميل في العام للشعر العامي، ولكن هو جيده جيد ورديئه رديء، ‏وعندي من شعراء العامية المتميزين الكثير “.

_من قدوتك في كتابة الشعر؟

“في العصور القديمة: المتنبي، وأبو تمام، ومجنون ليلى “قيس بن الملوح”، وفي العصر الحديث: أحمد شوقي، ونزار قباني، وحافظ إبراهيم، والبردوني، ومن المعاصرين: علاء جانب، وعمر هزاع، وأحمد بخيت، وتميم البرغوثي، وطبعًا هذا على سبيل المثال لا الحصر “.

_ ما أحبّ دواوينك إلي قلبك؟

” ديوانان لدي من الشعر الفصيح بعنوان: ” يومًا ستجمعنا الأقدار الصادر لعام ٢٠٢١ “، و ” لعل عواصفي تهدأ الصادر لعام ٢٠٢٢ “، وكلاهما قريب من قلبي لأنهم مثل أولادي، ولكن تظل فرحتي بمولودى الأول ديواني الأول هي الأكبر والأصدق “.

ما أكثر العوامل التي أثّرت في تشكيل موهبتك؟

” حبي للغة العربية في مراحل الدراسة المختلفة، وحفظي للنصوص الشعرية، ونشأتي في أسرة لأبٍ قارئ مُثقف مُحبٍ للغة، وكان خطيبًا بإحدى المساجد فورثت عنه مكتبة كبيرة شكلت وعيي منذ الصغر “.

ماذا عن المستقبل؟ ما الذي تريد تحقيقه؟

” ‏لا أريد أن أكون متشائمًا، ولكني حقًا متوجسٌ خيفةً من مستقبل الشعر عامةً والفصيح منه خاصة في ظل الانتشار الرهيب والسريع لشعر العاميه وخصوصًا أنصاف الموهوبين، لكن يراودني الأمل أني أكون من شعراء الفصحى المتميزين المعروفين مستقبلًا، ويكون لي انتشار وتأثير كبير بين القراء “.

_هل تعتقد أنّ الساحة الأدبيّة يوجد بها نقّاد على قدر من المسؤوليّة؟

” بها دائمًا نقاد، ولكن البعض عنيف ومُحبط، والبعض يحابي ويجامل، وبين هؤلاء وهؤلاء يفقد بعض الشعراء الشغف والرغبة في الاستمرار “.

_هل الشّعر فقد بريقه أم أنّه منافس قويّ أمام أنواع الأدب الأخرى؟

” خَفَت بريقه ولم يفقده بعد، ونأمل من كل المؤسسات والأفراد المعنيين بالشعر الاهتمام به والحفاظ عليه وإنقاذه من فقد البريق تمامًا “.

 

في نهاية الحوار أتوجه بالشكر للشاعر: محمد كمال على ترحيبه بهذا الحوار متمنيين له المزيد من التقدم والرقى والإزدهار فيما هو قادم.

عن المؤلف