عـنـاء طـفـلـة

 

كتبت: أماني شعبان

لم أكن أعلم أنها ستكون قدري العتيق، ذكريات لا ينساها التاريخ، ولا تذُكرها الأعوام على مر السنين، رأيتُ أيام طُفولتي تمُر أمامي كأنها حافلة على مفترق الطريق لا تستطيع إيقافها من هاوية السقوط، لم أتخيل لبعض ثواني كارثة عنائي المرير، لم أتخيل ولو لوهلة أن حياتي سوف تكون كعرضًا مسرحي في قارعة الطريق، كُنت كأي طفلًا يلهو في الآفاق يبحث عن سعادة لحظات لينسي بها مُر الحياة الأليم، رأيتها تمُر أمامي في الصباح كالعادة؛ ولكن اكتشفت أنها تخيلات من نسج الخيال وقت صياح الديك يُعلن عن فجر يومًا جديد، كُنت أشعر بغصات قلبي تكاد تقتلع أحشائي، كان يُراودني ألم أغصاني، ونزيف جزوعي المُهين، ونبضات قلبي المُتهالكة في سبيل لحظات من الدمع الأليم، كأني أسير نظراتها وقت إعدام السجين، كمُغيب عن واقع مرير لأستيقظ على بشاعة خبرًا مُميت، كأن الأيام لم تكتب لنا راحة بعض ساعات من وقت زوال الشمس حتى بزوغ الشمس من مخرجها كولادة جنين في عناءً جديد، فقد ألمني الزمن كأنه في زقاق ضيق الأنفاس، وتملكني اليأس من هذهِ الأوقات العنيدة كالثور الغشيم، فسألت: كيف تمر طُفولتي في هذا العناء المرير؟ فقالت لي: لأحتضنتك بين ثناي أغصانها كالوريد.

عن المؤلف