كل نفس بما كسبت رهينة

كتبت: أسماء عبدالخالق

 

 

قد لا تكون حسناء أو جميلة بما يكفي، قد تكون أقل جمالًا من اخوتها وذويها، قد تكون مختلفةً بالكلية، لكنها تملك القبول واختلافها سر تميزها ..
قد تكون عصبية متقلبة المزاج، لكنها بسيطة تلقائية بشوشة.

 

 

قد تكون مزعجة للبعض، وغير محببه إليهم؛ فكل منا له نقاط ضعفه، ونقاط قوته، كل منا له مزاياه وعيوبه، كل منا يحمل في جوفهِ كهلًا بائسًا يخشى الحراك، رغم الشباب، كل منا يتدثر بخوفه كل ليله، وفي الصباح يتفائل ويتفاخر بذاته كمشجعٍ كبير للآخرين، وكبطلٍ من أبطال المصارعة حديثي العهد كثيري العنفوان.

 

 

قد تكون الكثير والكثير، ولكن ليس سببًا قويًا في أن يتم نهرها، بغرض الدعابةِ كل وقت، وليس مبررًا كي تكون مادةً خام للتنمر، ليس إنسانيًا أو أخلاقيًا أن يتم إزعاجها بشكلٍ مفرط وهي تتحمل وتصمت والآخر يتمادي.

 

 

لمَ لا يضع الآخرين حدًا لزلات ألسنتهم؟! بدلًا من أن يظلموا أشخاصًا قريبين إلى أفئدتهم.
لمَ لا يضعون نصب أعينهم “فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” .
لإنهم سيحاسبون على كل طيبٍ وصالحٍ فعلوه، وسيعاقبون على كل إثمٍ اقترفوه.

 

 

سيدركون حقيقة الأمر بعد فوات الآوان إلا من رحم ربي، ” فكل نفس بما كسبت رهينة”..
طائرها في عنقها ملتزمة بين يدي الله بما قدمت.

 

عن المؤلف