كتبت ريم حماده:
أقف أمام المرآة، لا لأعدّل ملامحي ولا لأتأكد من هيئةٍ تُرضي الآخرين،بل لأرى ما تبقّى منّي بعد كل ما مرّ.لم تعد المرآة مجرد زجاج… صارت شهادة ميلاد لنفسي الحقيقية.ألمح في عينيّ حكايات لم تُحكَ، ووجعًا تعلّم كيف يغطي نفسه بابتسامة.
أرى طفلةً كانت تُصدّق الجميع، وامرأةً تعلّمت أن لا تصدّق إلا قلبها.أرى القوة التي ولدت من الرماد، والصبر الذي لم يُصفق له أحد،
والفقد الذي لم يعرف به أحد، والحميمية التي لم يلمسها سوى الله.تعكس المرآة كل ما خبّأته عن العيون:الانكسارات التي شكّلت عظامي من جديد،الخيبات التي صنعت لي مناعة،والليالي التي نمت فيها بجوار حزني كمن ينام بجوار وطنه الأخير.لا أكره ما أراه…أنا فقط أندهش من قدرة إنسان واحد على حمل كل هذا والنجاة به.أندهش من قلبٍ ما زال قادرًا على الحب رغم كل الخذلان،
ومن روحٍ لم تتعفن رغم الوحدة،
ومن ملامحٍ ما زالت تقف في وجه الحياة دون أن تطلب شفقة.المرآة لا تجمّلني ولا تُدينني…هي فقط تُعرّيني من كل الأقنعة، لتقول لي بهدوء:هذه أنتِ كما أنتِ… لا كما أرادوكِ أن تكوني.
وأنا لأول مرة أجد في هذا الانكشاف راحةً لا تُشبه أي راحة.فأعظم انتصار في الحياة
أن تتصالح مع صورتك الحقيقية…حتى لو لم يحبها أحد سواك.






المزيد
الفيل الصغير “ميمو” الذي أراد أن يصبح خفيفًا كالنسيم /بقلم/سعاد الصادق
اليكِ يا صغيرتي الحزينة /بقلم /سعاد الصادق.
الغياب