مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

فيزا إلى بلد أكثر سلاماً

Img 20250502 Wa0192

كتبت: كنانة عيسى 

 

في عالمنا المعاصر، تتجلى معاناة العديد من الشعوب التي تعيش في ظل الحروب والنزاعات المسلحة، حيث أصبحت هذه الظواهر الجزء الأكبر من واقع حياتهم اليومية. فالحروب ليست مجرد صراعات عسكرية بين دول أو جماعات، بل هي مأساة إنسانية تؤثر على كل جانب من جوانب حياة الأفراد والمجتمعات، وتترك آثاراً عميقة تمتد لسنوات طويلة بعد توقف القتال وفي هذا السياق، يسعى الكثير من الناس إلى البحث عن الأمن والأمان والسلام كحلم يراودهم ويأملون في تحقيقه رغم الصعاب والتحديات.

 

شهدت العديد من الدول حروباً طويلة الأمد أدت إلى تدمير البنى التحتية وخلق فجوات بين الطبقات والأديان ، وأدت إلى نزوح الملايين من السكان وتشريدهم في أصقاع الأرض. على سبيل المثال، الحرب في سوريا استمرت لسنوات طويلة، مخلفة وراءها دماراً هائلاً ودماراً نفسياً واجتماعياً كما أن النزاعات في فلسطين و اليمن والصومال وغيرها من الدول أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق. هذه الحروب لم تكن فقط معارك بين جيوش نظامية، بل كانت أيضاً صراعات داخلية بين مجموعات مختلفة، مما زاد من تعقيد الوضع وزاد من معاناة المدنيين الأبرياء.

 

نتائج الحروب على الشعوب كانت كارثية بكل المقاييس فقد أدت إلى فقدان الأرواح وتشريد الملايين، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية التي تعتبر أساس حياة الإنسان كما أن الحروب تخلق بيئة خصبة للفقر والجوع والأمراض المعدية التي تنتشر بسرعة بين السكان الذين يعانون أصلاً من ضعف الموارد والخدمات الأساسية . بالإضافة إلى ذلك، فإنها تترك آثاراً نفسية عميقة على الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعيشون ظروفاً قاسية مليئة بالخوف والقلق المستمرين كما ينتج عنها سوء الأوضاع الاقتصادية التي تتدهور بشكل كبير نتيجة توقف الإنتاج وانهيار الأسواق وارتفاع معدلات البطالة والفقر الشديد كما أن التعليم يتوقف أو يتعرض للانتكاسات بسبب تدمير المدارس وخوف الأطفال من الذهاب إليها. أما فيما يتعلق بالصحة فتعاني بشكل كبير نتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية وغياب الرعاية الصحية الأساسية. كل ذلك يخلق حالة من اليأس والإحباط لدى السكان الذين يرون مستقبلهم مظلماً لا يبشر بالخير.

 

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يحاول الشعب التأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضته الحرب عليه فالكثير منهم يلجأ إلى طرق متنوعة للبقاء على قيد الحياة. بعضهم يعمل بأعمال بسيطة ومؤقتة لتوفير لقمة العيش لأسرته، آخرون يلجؤون إلى الهرب واللجوء إلى دول الجوار أو حتى عبر البحار بحثاً عن حياة أكثر أماناً واستقراراً وهناك أيضاً أولئك الذين يحاولون الحفاظ على روح الأمل والتشبث بالحياة رغم كل المصاعب فهم يزرعون بذور التفاؤل في قلوب أطفالهم ويعملون جاهدين لإعادة بناء ما دمرته الحرب بطرق بدائية أحياناً ولكنها مليئة بالإصرار والعزيمة.

 

أصبحت أقصى الأحلام فيزا إلى بلد ينعم بالأمن والسلام بعيداً عن الحرب ،آملين فيه مستقبل يعيد لهم أمانيهم وطموحاتهم ، حالمين بوطن يسوده الحب والتسامح ويعيش فيه الجميع بكرامة واحترام متبادل.