غُصَّة الرسالة الضائعة بقلم إيمان يوسف احمد (أميرة الصمت)
كنتُ أترقّب حضورك في كل لحظة، أفتّش بين السطور عن طيفك، وبين إشعارات الهاتف عن اسمك. حين غبت، تسلّل القلق إلى قلبي كطفلٍ ضائع، فكتبتُ لك رسالةً تُخبرك أنني خائفة عليك، أن الغياب ينهشني، وأن صوتك وحده كفيل بطمأنتي. أرسلتها وقلبي يرتجف، ثم انتظرتُ… ولم يأتِ ردّ.
مرت الساعات ثقيلة، وكنتُ أُقنع نفسي أنك ستبتسم حين تقرأها، ستشعر بلهفة قلبي، وستعرف أنني لم أنم حتى اطمأننت عليك. لكنك عدتَ فجأةً بكلمات كسرتني: “لم تقلقي ولم تسألي عني.” وكأن رسالتي لم تُولد، وكأن قلقي تلاشى في العدم.
لم ترَ الدمعة التي سبقت الحروف، ولا الرجفة التي حملت الرسالة، لم تُدرك أنني أرسلتها بروحي قبل أصابعي. وجدتُ نفسي أُعاقَب على تقصيرٍ لم أقترفه، وأُتَّهم بجفاءٍ لم يسكن قلبي يومًا.
أتعلم ما الأشد وجعًا من الغياب؟ أن نمدّ قلوبنا بصدق، ثم لا تصل، أو تصل في وقتٍ متأخرٍ فيُبدَّل معناها. كأن الحب يختبرنا بأبسط التفاصيل، لكن التفاصيل قادرة أن تذبحنا أكثر من الغياب نفسه.
فيا غائبًا، ليتك تعلم أن قلبي لم يتوقف عن السؤال، حتى وإن لم تسمع صداه.
المزيد
هل أستطيع؟ بقلم سها مراد
أرواحٌ لا تعرفُ النور بقلم زهراء حافظ رحيمه
أرهقني التفكير بك بقلم فاطمة فتح الرحمن أحمد