مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

تحديات العشق

كتب: محمد صالح 

 

وأنت تمثل أمام المحاكم، تقرضك القضايا مرافعة هامة، أطرافها غريبة، أدلتها ضائعة، معطياتها وحيثياتها من عوالم أخري، حارت كل الحاضرين، تلك القضية المرفوعة بحساسية فائقة ” قضية إستنزاف الحب” تتسمر في تلك اللحظات ولا تستطيع النطق بكلمة، ولا يستطيع القاضي نفسه الحكم فيها، فالموضوع مختلف والقضية مثيرة، والمرجعيات القانونية فيها شحيحة، فكيف السبيل.

هذه المرافعة تنبهك إلي شيء مهم، تستغرق في التفكير وترجع للبيت وأنت في شرود، وتأخذ وقتاً كبيراً في التأمل، وتعجب لتكتشف الحقيقة المزهلة، أن طاقة شحن عواطفك متدنية، تشعر بقلق ينتابك تهمس إلي قلبك في سرية تامة، وتقول ماذا لو إكتشف حبي ذلك؟ وما الذي إستنزف طاقة حبي؟

وتحتار ويسرق ذلك منك وقتاً ولا تعرف النوم حتي يتوهج الصباح، وتطلع الشمس، فتهم خارجاً، لتخرج قلبك المستنزف ليشحن من طاقة الشمس لأنها ببساطة هي الأشمل في العطاء.

هذا التحدي عكس أن الطبطبة علي الأحباب وتقسيم هذه الطاقة في الأشياء التي نحب في هذه الأيام التي تعددت فيها محباتنا، ولم ننتبه، فنحن أصبحنا نذهب وراء ملذاتنا بنهم غريب.

وقد سلبت مشكلاتنا الحياتية ، هذا البعد الآخر معظم أسهمنا العاطفية وطاقة شحن حبنا وعشقنا، فالوضع من حولنا، سلبنا طاقتنا القلبية والشعورية، فضعف إهتمامنا بمن نحب، بل إنعدمت طاقة الحب وتضاءل العشق ، فبدلاً من التفكير في من نحب، إنحصرت همومنا في المعيشة وتوفير لقمة العيش، ومشكلات السكن، وجهجهة المستقبل، والدماء التي تسيل والمشكلات المتراكمة والوضع المعقد.

وما زالت تلك الشمس تواصل الشحن لتعلن ميلاد حب جديد تعويضاً لكل تلك التحديات الماثلة، وساقنا التفكير إلى تقليل التركيز تجاه التعقيدات الحياتية والإنتباه إلى نصيبنا من الدنيا، لنأخذه وفي ذات الوقت أخذ الكفاية لنخرج من ورطة القضاء التي يمكن أن يدخلنا فيها من نحب، فصارت قضيتنا هي تحديات العشق.