مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

اليوم العالمي للغة الضاد

كتب: محمد صالح

 

 

يجيئ هذا اليوم الذي إحتفل به عالميًا لرمزية مهمة؛ هي لغة الضاد، وعندما نقول: لغة الضاد، فنحن نتحدث عن عمق ثقافي يرقى فعلًا للعالمية.

 

الأحداث المتواترة تعكس الاهتمام التدريجي بلغة الضاد، وهي لغة العرب، ولغة القرآن الكريم، ولغة الحضارة والتراث العربي الأصيل، فلغة الضاد لها معاني شتى، تختلف عن بقية اللغات الأخرى.

 

العمق الثقافي لللغة العربية يتمثل في أنها تعبر عن التراث العربي الكبير، والحضارة العربية، وهي تمثل واجهة لحقب تأريخية معاشة مؤثرة، تحفل بالعديد من الميراث القيمي، والقيم والمبادئ العربية السمحة، كالكرم، والشجاعة، والمروءة، والعزة، والكرامة الإنسانية، واللباقة والذوق، والفخر، والريادة، والفراسة، وتتسم بالحكمة والموعظة الحسنة، كما تعضد إنعكاسات اللغة الأمانة، والقيادة، والزعامة والصولات والجولات، والقوة والبأس.

 

اللغة العربية تختلف من اللغات الأخرى في تعبيرها، فكلماتها لها مترادفات جمة وواسعة وعميقة، تمكنك من التعبير بشكل قوي وأخلاقي وتربوي، وتمتاز بالتغطية الشاملة والواسعة لكل الموضوعات، والتعبيرات الاجتماعية بطريقة قوية ومبهرة،فاللغة العربية تتميز بالعدد المتعدد من المترادفات، وكمية مقدرة من الجزالة والبلاغة والنحو والصرف للأفعال فيها، حيث يمثل ذلك تمكين للألفاظ والكلمات، وتحدي حقيقي للتعبير والمقدرة الكبيرة، للتصوير والخيال والشعور والأفكار، وربطها بالإدراك، بعكس اللغات الأخرى التي تتفوق الإنجليزية بعمق ثقافي قليلًا على تلك اللغات، وأما الفرنسية ففيها مترادف واحد لكل لفظ وكلمة.

 

لقد صلحت اللغة العربية لتنزل من فوق سبع سماوات لتكون لغة القرآن الكريم، وهذا تكريم لللغة العربية وأهلها، ولم يأتى ذلك عبطًا؛ فهي تستطيع تغطية الأحداث بكافة التعابير، وهذا الإرتقاء لا يؤهلها للعالمية فحسب، بل يجعل اللغة العربية تتحدى كافة اللغات العالمية، وإن حاولت بعض اللغات السيادة.

 

نلاحظ في الآونة الأخيرة عمليًا توجه العديد من الدول إتخاذها سفراء يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، رغم لكنة لسانهم غير العربي، وفي ذلك فخر وتقدم لللغة العربية من جانب، والاعتراف بها من جانب آخر.