كتبت: فاطمة محمد احمد
- إن كلًا منا مع تغير الأحوال والظروف، ومعاصرة الوقت المعاصر، وما يطرق عليه من طوارق؛ فتطلب السرعة مثلاً فى العمل، لِما يتماشى مع أحوال العمل، أو التقليل، أو الزيادة؛ فيما يتطلبه صنع أو إنتاج شئ .
-
فإذا بذلك تنتج نتائج غير مُدوِية ولا مُرضِيَة سواء من ناحية العمل أو الجهات المختصة، أو الصنع والإنتاج .
-
وعلى سبيل المثال ظهور الحوادث مثلاً؛ لوجود عطٍل ما وقلة فى خامة من خامات العمل سواء بقصد أو بدون قصد، أو تحرى الدقة فى الصنع، أو ضعف تركيز فى العمل .
-
فلما لا نتعرف على “الإتقان فى العمل” .
-
الإتقان فى العمل :هو أداء المهمة المطلوبة دون أى خلل بدقة ومهارة وإخلاص .
-
حث الإسلام على تلك العبادة لما فيها من ظهور ثمار الإسلام وحرصه وعنايته .
-
فقد قال خير البرية سيدنا محمد ‘صلى الله عليه وسلم’ : عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” الصحيحة ( 1113).
-فكيف يكون الإتقان ؟!
الإتقان : هو بذل المجهود فى إنتاج شئ بمعاير جوده على صورة محكمة .
- إن أى مجهود يبذل فى صنع شئ بمعاير جودته ومع مراعاة الله فى ذلك؛ لهو عمٌل عظيم عند الله، بالإضافة إلى أنه يتصف بالصفة الجميلة التى ذكرها فى محكم التنزيل :{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}
[ النمل: 88].
- كيف تكون صور الإتفاق ؟!
-
تعددت صور الإتفاق فكل عمل يتطلب جهداً ومتطلبات مختلفة على حسب كيفيته وحرفته .
-
فهناك من يتطلب الحرفة، التقصى، السعى، الإبداع، التحسين، التخطيط والتشكيل، أو التصوير .
-
فالعبرة هى ‘مراعاة الله’ صنع شئ ناجح متقن ومفيد، ينتفع منه .
-
على ماذا يشعر الإنسان عندما يتقن فى عمله ؟
١)يشعر بأجمل شعور يجتاح الإنسان ليشعر براحة وطمأنينة نفسه وهى ‘الرضا’، فهو يشعر بالرضا عما صنع عندما يجد جهود ثماره ذات منفعة و عمل جيد .
٢)التميُّز : إن الإنسان الذى يتقن عمله يكون مميزًا عن غيره وذا بصمة وطابع مختلف .
٣)طاعة الله : حين يتم تطبيق وصية الرسول ‘صلى الله عليه وسلم’ لما ذكر فى الحديث عن حب الله فى إتقان العمل .
- من ثمار إتقان العمل :
١_ رضا الله تعالى عن الإخلاص فى العمل .
٢_كسب ثقة وحب الناس .
٣_كسب الرزق والخير والوفير وإن ذلك ناتج عن إقبال الناس على الصانع عن ثقتهم فيه .
٤_التقليل من الأضرار الناتجة عن أخطاء الصناعة (فإنها تكون محكمة بعناية) .
٥_رفع معنويات العامل ويحسن نفسيته .
٦_ ترك أثراً جميلاً فى النفس .
_ إن التواضع والكرم والجود والإحسان؛ لهى من صفات الإنسان المؤمن بربه الساعى فى هذه الحياة لأجل إتمام رسالة الله فى الأرض وهو الذى يؤدى رسالة ‘الأمانة’ .
المزيد
قصص وحكايات “عام الأباطرة الأربعة”
امرأة تُهدر في صمت: حين تتحوّل التضحية إلى تهمة
قصص وحكايات “الحروب البونية”