بقلم / يوسف العفيفي
كيف أعيش عمرًا أطول؟
سؤال يشغل بال الكثيرين: كيف يمكن أن نعيش حياة أطول، بصحة أفضل وجودة أعلى؟
قبل أن نجيب، دعونا نتأمل تجربة شعب الهونزا.
من هم هؤلاء؟
إنهم قوم يسكنون شمال باكستان، عُرفوا بطول أعمارهم التي تتجاوز أحيانًا 120 عامًا، مع احتفاظهم بصحة قوية، وقلة أمراض، وبشرة نضرة، بل إن نساءهم ينجبن في سن متقدمة.
لكن ما سرّهم؟
الجواب يكمن في أسلوب حياتهم:
- غذاؤهم يعتمد على الخضروات والفواكه الطازجة، والمشمش، والمكسرات، والحبوب الكاملة، مع تقليل اللحوم.
- نشاط بدني يومي: مشي لمسافات طويلة وأعمال زراعية شاقة.
- صوم طبيعي، خاصة في الشتاء حيث يقل الطعام.
- بُعد كامل عن الضغوط والتوتر الذي يميز حياة المدن.
- شرب مياه الأنهار الجليدية الغنية بالمعادن.
ومن الغرب، لدينا مثال الدكتور جون شارفنبرج، الطبيب الأمريكي الذي تجاوز المائة عام. عاش نباتيًا، لم يدخن أو يشرب الكحول، وكان يؤكد أن الحاجة لممارسة الرياضة تزداد بعد سن الأربعين تحديدًا، لأن الجسم حينها يصبح أكثر حاجة للحركة. اعتمد في غذائه على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة.
لكن المدهش أننا نجد هذه الأسرار جميعها حاضرة في ديننا منذ أكثر من 1400 عام:
- النوم المبكر والاستيقاظ المبكر:
“وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا”. - الصوم:
عبادة عظيمة، وهو في الوقت نفسه سر صحي لا مثيل له. - الاعتدال في الطعام:
“كلوا واشربوا ولا تسرفوا”. - النشاط والحركة:
الرسول ﷺ شجّع على الرياضة والعمل، من رماية وسباحة وركوب خيل. - البساطة:
حياة بلا إسراف أو قلق أو تعقيد.
يا من اعتدتم على اللحوم المصنّعة، والزيوت المهدرجة، والسهر الطويل، والمواد الحافظة…
كفّوا عن ذلك، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا من فقده.
الخلاصة:
الصحة وطول العمر ليسا لغزًا، بل هما ثمار لنمط حياة متوازن وبسيط، كشف عنه العلم الحديث، وأكده الهونزا والدكتور شارفنبرج، بينما جاءت به التعاليم الإسلامية منذ قرون طويلة.






المزيد
القتل الرحيم: بين العدالة والأخلاق
اعرف صاحبك وعلِّم عليه
أنت المسؤول عن قراراتك