د.محمود لطفي
أحلام الطفولة، بقدر ما تبدو بريئة وناعمة كزخات المطر بعد موسم جفاف طويل، قد تحمل في طياتها كوابيس تعلوها الأتربة. ويُعد حلم الطفولة الأهم والأوسع انتشارًا هو رغبتنا جميعًا في أن نكبر عمرًا، ونضرب حينها عرض الحائط بكل مسؤوليات وواجبات ومتطلبات الكبار. لا ندرك آنذاك أن هذا الحلم هو جسر خشبي متهالك يطرح طموحاتنا أرضًا، ويُعد دليلًا قاطعًا على قلة خبرتنا صغارًا حتى في الأحلام. فحين نتمنى أن تُقتل فينا البراءة والفطرة لمجرد أن نصير كبارًا محملين بالهموم، لا يُعد ذلك حلمًا بقدر ما هو كابوس مقنع بوجه الحلم.
أعلم أن الأيام ستمر شئنا أم أبينا، وأن القدر سيمارس هوايته بإرادتنا أو مرغمين. ولكن حينها، لا تصف أحلام طفولتك بكونها أحلامًا عادية، بل هي ضرب من دروب أكاذيب الأحلام. وما أصعبها من أكاذيب؛ فمهما التمعت في عيونك يومًا ما، ستخونك لأنها ليست أحلامًا عادية، بل هي أكاذيب نابعة من الأحلام، حتى وإن كانت أحلام طفولة.
المزيد من الأخبار
لا احد يستحق
مُواساةٌ
وعود إلهية