الموضوع الديني: لماذا خلق الله الشيطان؟

Img 20250429 Wa0108

كتب: أحمد عماد 

 

لماذا خلق الله الشيطان؟ لماذا أوجد ربنا مخلوقًا قد يبعدنا عنه؟

ربما تكون قد سمعت إجابة عن هذا السؤال من قبل، وربما هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها السؤال وإجابته.

أنا أحمد عماد، وأود أن أتحدث معكم في هذا الموضوع.

 

عندما تطرح هذا السؤال، هل يعني ذلك أنك أصبحت ملحدًا؟

الإجابة: لا.

بل هذا يدل على أن لديك حكمة منحك الله إياها، وعندما تسأل مثل هذه الأسئلة، فإنك تزداد علمًا وحكمة.

 

حين تبحث عن إجابة لهذا السؤال، قد تجد إجابات متعددة.

لكن ثمة إجابة أعجبتني، سمعتها من الأستاذ مصطفى حسني، ورأيتها أكثر منطقية وهي:

أن الشيطان موجود لكي يتطور الإنسان.

 

بماذا نعني ذلك؟ دعنا نتخيل معًا:

الشركات الكبيرة التي تسعى للنمو تواجه دائمًا عقبات، وعندما تتجاوزها، ترتقي إلى مرحلة أعلى أو تصل إلى مستوى أفضل.

أما إذا لم تتجاوز العقبات، فإنها تبقى مكانها أو ربما تتراجع، ومع الوقت تُنسى.

الأمر نفسه يحدث مع الإنسان والشيطان.

لو كانت حياتك عادية، لا تصلي، ولا تصوم، ستنسى الله، ولن تتطور روحك.

وجود الشيطان يذكرك بالله.

 

قد تتساءل: كيف ذلك؟

حتى لو كنت إنسانًا ضعيفًا، أضعف إنسان على وجه الأرض، بمجرد أن تذكر الله، تكون في أمان، ويحميك الله من الشيطان،

قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أما إذا كنت أقوى إنسان على الأرض، والشيطان من حولك، ولكنك لا تذكر الله، فقد خسرت، لأن كيد الشيطان ضعيف أمام ذكر الله،

أما إذا لم تذكر الله، فسيصبح الشيطان أقوى منك.

 

فهمت؟

 

هناك إجابة أخرى للسؤال ذاته، أود أن أضيفها من عندي:

حينما يسأل الناس: لماذا خلق الله الشيطان؟ أشعر أن هذا السؤال يشبه أسئلة أخرى، مثل:

 

لماذا يوجد ظلم في الدنيا؟

 

لماذا يوجد طمع وخيانة؟

 

ولماذا توجد الشرور عمومًا؟

 

 

لكل هذه الأسئلة إجابة واحدة.

 

تخيل معي:

لو أنني طلبت من رسام أن يرسم لوحة وأعطيته 10 دولارات، كم لونًا سيستخدم؟ ربما لونين فقط.

لكن لو ذهبت إلى رسام آخر وأعطيته 1000 دولار، كم لونًا سيستخدم؟ بالتأكيد أكثر بكثير.

ولو ذهبت إلى رسام عالمي مشهور يحصل على ملايين أو مليارات مقابل لوحاته، كم لونًا سيستخدم؟ ألوان لا تحصى.

 

ولاحظ أن بعض الهواتف الحديثة تستطيع تمييز حتى 13 مليون لون! فكيف بلوحة يرسمها رسام عبقري بملايين الدولارات؟

 

حينما ترى هذه اللوحات، أول ما تفعله هو أن تُبدي إعجابك وتقول: “واو! ما هذه الروعة!”

 

فما بالك إذا كان الذي رسم الكون والحياة هو الله سبحانه وتعالى؟

تخيل كم لونًا وكم تفصيلًا أبدع فيه!

 

لهذا السبب، وُجد الشيطان.

دعني أوضح لك بمثال آخر:

لو أن رسامًا رسم لوحة استخدم فيها الأحمر والأصفر.

فالأحمر هنا يرمز إلى الشيطان، والأصفر إلى الإنسان.

لو أن الرسام حذف اللون الأحمر من لوحته، هل ستظل اللوحة بنفس الإبداع؟ بالطبع لا.

فكيف بالله سبحانه وتعالى الذي لا يعلو فوق اسمه شيء، أن ينقص من لوحته شيئًا؟

بالطبع، الله جل وعلا يضع كل لون، ليكتمل الإبداع والكمال الذي لا مثيل له.

 

وهكذا أكون قد قدمت لك إجابتين على السؤال، بل وأضفت إليهما بعض الأسئلة والإجابات التي قد تجعلك تتأمل طويلًا، وتقول من أعماق قلبك:

الحمد لله، سبحان الله.

عن المؤلف