بقلم: عبير البلوله محمد
الكلمات هي زهرة الحياة الأبدية، تشبه النسيم العليل الذي يعانق أجنحة الأزهار في بستان ممتد بلا حدود، كما أن النسيم ينعش الروح، تُلهم الكلمة الطيبة القلب وترويه بعذوبة لا يضاهيها إلا ندى الصباح الذي يُحيي الأرض.
وعلى الجانب الآخر، الكلمة الجارحة كالسيف المسلول، تترك أثرًا لا يُمحى، يشبه الشقوق في زجاج نفيس، قد تتلاشى الأيام، لكن الأثر يبقى يُذكر الروح بألم اللحظة، كما تترك الرياح العاصفة أثرها في الرمال، تترك الكلمات القاسية بصمتها في النفوس.
الإبحار في محيط الكلمات يشبه السير في حديقة غنّاء؛ يجب أن تكون حذرًا فيما تنتقي، كي لا تجرح الأشواك يديك وأنت تبحث عن الورود المتفتحة، فكل حرف يشبه قطرة الندى التي تلمع في ضوء الفجر، له القدرة على صنع لوحة من الألوان الزاهية أو الليل الكئيب المضجر.
علينا أن نعي أن الصمت في حضرة العواصف أحيانًا يكون مثل الجبل الراسي، يُثبت أركانه ويُضفي الطمأنينة على النفس، يعكس في صمته حكمة الأزمان، في هذا الصمت تتفتح أبواب التأمل والشفاء، ليعود النهر إلى مجراه وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي.
فلنكن كالنجوم في السماء، نُضيء الدروب بكلماتٍ من نور، ونملأ اللحظات بمعانٍ تشبه ضوء القمر حين يتلألأ على سطح البحر، لنجعل من حضورنا في حياة الآخرين أفقًا جديدًا.
وفي ختام الرحلة، نُدرك أن القوة الحقيقية للكلمات تكمن في قدرتها على البناء لا الهدم، وفي نشر الحب لا الألم، لذا لنحمل في قلوبنا بذور الحكمة والمعرفة، ولنحوّل كل لحظة إلى لوحة فنية تُغني أرواحنا وأرواح من حولنا، فيكون حينها لنا في ذاكرة الآخرين ربيعٌ لا يذبل، ونُصبح في عيونهم قوس قزح يتلألأ في سماء السلام والوئام.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية