كتبت: ملاك عاطف
الليل صندوق الأسرار، يخفي في ظلمته ما يعجز النهار عن حمله، ويهمس للقلب بما يعجز العقل عن فهمه”
ينبشُ مشاعرنا المغزولة بالتّماسك، وينسل خيوطها حتّى يفكّكها عن بكرةِ أبيها، ويعيد تشكيلها بانتظامٍ على منضدة بوح الدّموع، ثمّ يغلّفها بأنفاس ابتهالاتنا ويدسّها في صندوق ظلمته الحالكة؛ لكي يعيننا على الثّبات صبرًا على المنح، ويعلّمنا أنّ القوّة يغلب على جينها التّرح.
يحوم بسكونه حول سهرِنا، فيرفع ستائر الخجل عن انهيارنا، ويؤمّن على حمولتنا المثقلة بغمٍّ يرشح من كيان ضعفنا، ويلملم خيباتنا على مهلٍ، ثمّ يدفعنا إلى سجدةٍ صادقة، تظلّ تتطاول بخشوعها حتّى تعانق رجفةُ تذلّلنا خيوط الفجر المثخنة بالأمل.
عندها، يدنو عدّاد سواده من صفر الانجلاء شيئًا فشيئًا، فيهبط بين يدَيْ نسمات الفجر الأولى؛ آذنًا لصندوق أسرارنا أن يمتطيَه، ويغادرنا على وعدٍ، أو على اتّفاقٍ مبرمٍ بآية التّعاقب، ويعاود القدوم مجدّدًا.
إنّ له روتينه الخاص الّذي لا يملّ، بل يخفي بين طيّاته رونق الحياة ونكهة الرّوحانية، كلّ ما علينا فعله هو أن نعيش ساعاته دون استعجالٍ ولا مقت، وأن نستغلّ هزيعه الأخيرَ؛ فنتشرّف بحضرة الملائكة، ونطيب بسؤالها عنّا إذا غبنا!
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية