كتب/ ابوسفيان محمد الكردفاني
هناك من يشعر بك دون أن تتكلم، وهناك من لا يشعر بك ولو تكلمت ألف مرة، وهذه هي المسافة الفاصلة بين القلوب التي تتلاقى والقلوب التي تبقى غريبة مهما اقتربت، هناك أرواح كُتب لها أن تتآلف دون عناء، أن تفهم نبض الحزن في عينيك قبل أن تسقط دموعك، أن تسمع أنين قلبك وسط صمتك، وكأنها تعيش داخلك، تترجم مشاعرك دون حاجة منك إلى الإفصاح.
وفي المقابل، هناك من تعتقد أنه الأقرب إليك، فتفتح له أبواب روحك، تبوح له بما يثقل كاهلك، تحاول أن تجعله يرى ما بداخلك، لكنه يبقى بعيدًا، كأن بينكما حاجزًا من زجاج، يرى ملامحك لكنه لا يدرك عمقك، يسمع كلماتك لكنه لا يستوعب إحساسك. تشرح وتعيد، وتتحدث ألف مرة، ومع ذلك يبقى إحساسك معلقًا في الفراغ، بلا صدى، بلا احتواء.
ما أجمل أن تجد من يشعر بك قبل أن تتحدث، من يقرأك كأنه كتاب مفتوح، من يدرك أن حزنك ليس مجرد كلمات تُقال، بل ثقل يسكن روحك. فالقرب الحقيقي ليس في المسافات، بل في القلوب التي تنبض على نفس الإيقاع، تفهم صمتك كما تفهم حديثك، وتشعر بك كما لو أنها أنت.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية