صدى الجبل

كتبت منال ربيعي 

في قرية صغيرة بين الجبال، كان هناك صبي يُدعى يحيى، معروف بطيبة قلبه، لكنه كان سريع الغضب. كان الجبل المحيط بقريته يُعرف باسم “جبل الصدى”، حيث يعود الصوت لمن ينطقه وكأنه يُحدثه.

 

في أحد الأيام، صعد يحيى إلى الجبل غاضبًا، وصرخ بأعلى صوته:

“أنتم قُساة! أنتم تكرهونني!”

 

فكان الرد من الجبل بصدى مماثل: “أنتم قُساة! أنتم تكرهونني!”

 

غضب أكثر، فراح يشتم ويلعن، والجبل يردد كلماته القاسية كأنها تُحيط به من كل جانب. عاد إلى قريته حزينًا، معتقدًا أن العالم كله يكرهه.

 

في صباح اليوم التالي، التقى بشيخ حكيم يُدعى جلال، فسأله يحيى عن سبب رد الجبل بهذه القسوة. ابتسم الشيخ وقال:

“جرب أن تتحدث إليه بحب هذه المرة.”

 

عاد يحيى إلى الجبل، وتنفس بعمق، ثم قال بصوت هادئ:

“أنا أحبكم جميعًا!”

 

فعاد إليه الصدى: “أنا أحبكم جميعًا!”

 

ضحك يحيى بدهشة، ثم قال: “أنتم طيبون!” فجاءه الرد: “أنتم طيبون!”

 

عاد إلى الشيخ سعيدًا، فقال له الشيخ جلال:

“العالم مثل هذا الجبل، ما تقوله يعود إليك. إن صرخت بالغضب، عاد إليك الغضب، وإن تحدثت بحب، عاد إليك الحب.”

 

ومنذ ذلك اليوم، صار يحيى ينتقي كلماته، وعندما سمع أحدًا يسيء إليه، رد عليه بالكلمة الطيبة، فعاد إليه الحب، وتغيرت حياته تمامًا.

 

“غير قلبك لتغير العالم.”

عن المؤلف