ظلال الظن السيئ

Img 20250214 Wa0037

 

لـِ سها طارق  

 

حينما يسيطر الظن السيئ على عقولنا، نرى العالم من خلال عدسة مشوهة، حيث تتلاشى الألوان وتبقى الظلال. في كل مرة نفترض فيها الأسوأ، نضعف أواصر الثقة والمحبة، ونفتح أبواب الشكوك والخلافات. الظن السيئ يخلق بيننا الحواجز غير المرئية، ويحجب عنا جمال العلاقات الإنسانية، مما يجعلنا نعيش في عزلة مؤلمة. يخيم سواده على حياتنا، يعكر صفو أيامنا، ويجعلنا نعيش في دوامة لا تنتهي من القلق.

 

إنه كفكرة مقلوبة، تحجب عنّا رؤية الأمل وتغمر قلوبنا باليأس. كما لو أن الظن السيئ هو جدار عازل، يحبسنا في زنزانة من الخوف والقلق، حيث يصبح الحديث عن الحب والتسامح مجرد كلمات بلا معنى. في كل لحظة من لحظات الشك، نفقد جزءًا من إنسانيتنا، ونبتعد عن جوهر العلاقات التي تستند إلى الثقة والاحترام.

 

الظن السيئ يشبه سحابة سوداء تحجب شمس الحقيقة، وتبقي القلوب في ظلمة لا تنتهي. كلما تعمقت داخله، زادت أثقاله على قلبك، وأبعدك عن النور والمحبة. لذلك، أمرنا الله تعالى بالابتعاد عن الظن السيئ؛ لأنه يجلب لصاحبه المتاعب والأفكار الخاطئة. إن القلوب النقية لا تعيش في ظلال الشك، بل تسعى دومًا نحو النور، حيث لا شيء يفوق نقاء قلبك. لا تبالي بما يحاك في ظلمات عقولهم؛ فأنت بطهارة روحك تُرزق بالسعادة والسلام، وهم على سوء ظنونهم يُثقلون أرواحهم بالذنوب.

 

تذكر أن قلبك هو مفتاح كل خير، فلا تبالي لأنهم يؤثمون، وتظل ظنونهم عالقة في أذهانهم كأشباح تُعذبهم. دع الأمل يكون دليلك، واسمح لنور الإيمان أن يضيء دربك، فالحياة أجمل بكثير عندما نختار رؤية الخير في الآخرين ونشيد بأواصر المحبة بدلًا من بناء حواجز الشك. 

 

كما قيل:”هم على ظنونهم يؤثمون وأنت على طهارة قلبك تُرزق، فلا تبالي.”

عن المؤلف