كتبت: ملاك عاطف
‘أنا أنتمي إلى ضفةٍ ثالثة، تتقن العبور ولا تنتمي’
وأنخرط في التعلق بقشّة البين الممتدة على خط الحدود بين بحر الخيال وصحراء الواقع؛ فلا تغمرني أمواج الأول فتغرقني، ولا يميتني القحط والجفاف المنتشر في الثاني فينهيني.
وأستنشق عبير الإحساس من زهرة المنطق؛ فلا يثمل قلبي بخمر الشعور، ولا يغشى على عقلي من عمق الفكرة إذا امتلأت بالفلسفة وخلت من العاطفة.
وأحبذ لروحي يقظةً في سحرٍ يوشك على اختتام سهرته؛ لتشهد القيام في الهزيع الأخير، وتنال حظها من الغرف من نهر الفجر الطهور؛ فتنتعش بنسيمه وتسكن إلى هدوئه.
وأعلّم نفسي فنون التمسك والتخلي، حتّى إذا أبدعت فيهما عبرت بها إلى لياقة القفز برشاقة الوعي على قممهما.
وأهوى الناس ويغلب علي طبعي الاجتماعي في حضورهم، وأنطوي على عزلتي إذا انفضوا أو انسحبت، وأنسج لي ثوبًا باطنه فيه وحدتي وظاهره فيه أزرار علاقاتي؛ وأحيطه بحزام مزاجيتي معلنةً جواز ارتدائه مقلوبًا متى أردت.
أنا أعشق ضفر كل شعرةٍ خلقت لتكون برزخًا بين شيئين، وأجعل من الجديلة ضفةً أنتمي إليها أنا وحدي، ولا أحد غيري؛ لأنّي أتقن العبور، ولكن لا أنتمي!
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات