انتهى القرنُ الأول من العام 

Img 20250131 Wa0075

 

سارة أسامة النجار 

 

شهرٌ بألفِ سنة، أغاوانا بزينةِ البدايات؛ فغزا حياتنا، ومكثَ في دهاليز أوقاتنا، فأصبح اليومُ دهرًا ثقيلًا، مكتظًا بشتى الأحداث المُدمعة فرحًا وترحًا.  

كانونُ الثاني، نثني عليك باقةَ الأحلام التي غرستها في ذواتنا المتطلعة للتغيير الإيجابي، لكن لا تنسى؛ هناك أشهرٌ ثانيةٌ نترقبها كي نقطف ثمار طموحاتنا. فأحزم حقائبَ بردك، وحررنا من أغلال كآبتك.

 

يناير، كنتَ مسافةً طويلة صامتة في قلب الشتاء، تتساقط فيك الذكريات كحبات المطر، بعضها يحمل الأمل، والبعض الآخر يحمل الألم، وكلاهما يتناثر مع الرياح؛ مخلفًا آثارَ الخوف من المجهول، والسؤال عن: ماذا بعد؟

 

ومع رتابة إيقاعك البطيء، تهاوت أحداثٌ متسارعة في كوكبنا، وحتى في الفلك وما يقتنيه من مجراتٍ سماوية، فأوقدت حروبًا في بقعة، ووضَّعت أوزارها في بقعةٍ مغايرة، وزئرت الطبيعة حزنًا؛ فشهد الكوكب حرائقَ وأعاصيرَ وزلازل، وانتصر العلم هنا، بينما انتشر الهرج والمرج هناك. تناقضُ مجرياتك علمنا الصبر، وكأن الناجي منك يحمل شهادة حسن سلوك، وقوةً على مجابهة مخالب الزمان.

 

الآن، أسحب بردك، ولملم غيومك المثقلة، وأسمح للشمس أن تغسلَ رائحة المطر العالقة على أغصان عمرنا، ورحِّب بدورك بشباط الذي أحتكر مرادفات الحب.

عن المؤلف