لـِ مـنَـارِ أحـمَـد.
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ وعرفانِ، ولقد مرت الأيام وأُطفئت شموع اللقاء، ولم يبقَ من الماضي سوىٰ أطيافٍ متلاشية، كَنقشٍ على حجرٍ نَسَفته الرياح عبر الأزمان في المكان ذاته، حيث ضحكاتنا ومرحنا وكل شيءٍ جميلٍ بيننا، لم يبقَ سوى رسمٍ عفَت آياته منذ أزمان، كُتب بلغةٍ لا يقرؤها إلا قلبٌ مُتعبٌ من الترحال،
تمر الأعوام وتوالت الحججُ على تلك الذكريات، وظلت الأرواح وحدها من تحفظ تلك القصص المنسية، كم من ليلةٍ جلستُ فيها أتأمل تلك الرسائل المكتوبة، كخطِّ زَبورٍ في مصاحفِ رُهبانٍ، تقرؤه العيون ولا تدركه إلا القلوب التي أنهكها الفقد، وبين تلك اللحظات كنت شاردة الذهن، وهبت ريح الذكرى، فتداعت عليّ أمواج الهوى، وتوالت الدموع كأنها غيثٌ منهمر لكنها رغم انهمارها لا تمحو الوجع، بل تغسل القلب من بعض آلامه، علّه يجد راحةً في البوح بعد طول الكتمان، وها أنا إن رأيتني يومًا مسافرًا على طرقٍ قاسية، فاعلم أنني لستُ إلا روحًا على حرجٍ كالقَرِّ تَخفُقُ أَكفاني.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية