رِحلة في عقل الكاتبة الأردنية ” سارة المناصير” تَبـوح بِما وراء كواليس رحلتها الأدبية لأول مرة داخل مجلة إيفرست

Img 20250124 Wa0056

 

 

الصحفية: خديجة محمود عوض. 

 

بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “سارة المناصير ” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي..

 

قبل أن نبدأ حوارنا هل لكِ تخبرينا بنبذة تعريفية عنكِ؟

– بالتأكيد، سارة المناصير العمر ٢١ عام من الأردن، طالبة تمريض و كاتبة ولله الحمد .

أخبريني في البداية، كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟

– ربما الوصف الأشمل هنا هو الحب ، علاقة حبٍ لما يمكن أن انجزه ببضع كلمات ، بعضها يسر قارئاً مهموماً ، وآخر كفيلٌ ليبكيك لألمٍ يصلك من حروفي . و بالحالتين أحب أن أكتب وأحب أن يشعر بما أكتبه غيري .

 

 

هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟

– هل يمكن الفصل بين الروح والجسد برأيك؟

هنا روحي وذاك جسدي لا يفصل بيني وبين الكتابة إلا قلم يكتب.

 

من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟

– القصه موقف و رغبة ، موقفٌ أراه أو يحصل أنسج منه قصةً أحكيها ، ورغبةٌ داخيلة بحياةٍ مختلفة يعيشها الكاتب بدايةً وينقلها لمن يقرأ من بعده .

 

هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟

– يمكن للكتابة قلب الموازين كلها برأيي ، فمن يملك ذاك المخزون الكافي من المعلومات والمفردات و يبدأ بتدوينها و نشرها بشط صحتها طبعاً كفيل بأن يعمل على توعية مجتمعات و فئات عمرية مختلفة إن عمل على ذلك.

– في الحقيقة بصمتي التي أتركها خلفي هي قوة الشعور ، بالحزن والفرح واللهفة الحب للحياه ، أن تلمس كلماتي قلب من يحتاجها حين يبحث أحدهم على شيء ولا يعلم ما يريده تحديداً.

 

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟

– فكرة الكتابة نفسها صعبة ليست بمجرد تخطيط لما يدور بالخاطر من أفكار ، والاستمرار في الكتابة تتطلب جهد نفسي يحفزك لتكتب أكثر و تتقرب أكثر من ذاتك التي تخطها بتدوينك .

بالإضافة ل الإستخفاف من بعض العقول بما تقوم به ككل ككاتب ، وهذا أمر محير وأبوابه كثيرة في الحقيقة ، وكل ذلك أثر بطريقة ما منذ البداية لليوم لكن الفكرة تكون في العودة بقوة بعد الإنقطاع والبحث عن محفزات الخيال و إعطاء فرصه للنفس بأن تستعد لتخط ، وأما الناس فليس لأحد علي واجب ، أفعل ما أحب كما يفعلون وكلٌّ تختلف لغة الحب لديه وهذه لغتي.

 

في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟

– أجل و بشكل قوي ، العقل الأديب وصاحب المعرفة يرتقى عن دونه ، يسبق الغير بخطوة دوماً ، الأدب كفيل بجعل طفل ينضج فما بالك ببالغ يقرأ باستمرار منذ صغره.

 

كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟

 

– بالطبع هناك فجوة ، كل جيل له ظروفه و مشاعر تحفز بشكل آخر ، الأسس لم تختلف كثيراً لكن الأختلاف هنا ربما بكيف يكتب كاتبٌ حديث عن كاتبٍ قديم أو عريق ، طرق طرح الأفكار كذلك تختلف من عقل لآخر بنفس الجيل فكيف سيكون عكس ذلك مع اختلاف الأجيال.

 

 

هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟

 

– النقد بحر لا شط له ، الفكرة بالعقل المنتقد نفسه هل يبحث عن طريقه لتوصل فكرة سليمة لكاتب ما أم أنه كما أقول غالباً يفرغ أمراضه النفسية عند غيره ليروي كيده .

– النقد لا مفر منه طبعاً ، لكن عن نفسي ما أرى به خيرة لي التزم به وأذكر نفسي به ، وما أرى أنه ناتجٌ عن نقص بالمنتقد ارميه بعيداً حتى لا تتلوث أفكاري.

 

أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟

– أرى أنني أنجزت الخطوات الحقيقة بحياتي ، ونشرت عدة مؤلفات لي و أصنع لنفسي مكانةً خاصة بهذا المجال ، المشاريع كثيرة و الطريق طويل والأفكار لا تتوقف ف إن شاء الله كلها ستكون أفعال لا مجرد أقوال .

 

هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟

– غالباً ما أجد الفكرة اشتعلت براسي فجاة فأُدون ما استطيع منها لأُكمل عليه بلا سابق تخطيط ، أرى بهذا الشكل أنه يمكن للأفكار أن تكون جريئة أكثر.

– تظل أفكار الكاتب معينًا لا ينضب، وجعبته لا تخلو من بوحٍ جديد، فهل ثمّة مشاريع أدبية تلوح في الأفق، تبشّر القرّاء بالمزيد من إبداعك

– لا شك بهذا فحاليا اعمل على كتابين مشتركين سيكونان ضمن مهرجان ثقافي في مطلع الصيف باذن الله تعالى والقادم أكثر إن شاء الله

 

ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟

لا تخجلِ عزيزتي من بوح ما بخاطرك لورقة ، فهي أشد نبلاً من آذان المستمعين ، ولتلك التي ترى بنفسها أملاً و مستقبلاً تمسكِ بما ترين مهما كانت المطبات بطريقك .

وبالنهاية أختم ب شكري الكثير لحضرتك و لجريدة ” إيفرست ” لخوض هذه التجربة الجميلة معكم .

عن المؤلف

Exit mobile version

Please allow ads on our site

Looks like you're using an ad blocker. Please support us by disabling these ad blocker.