د.محمود لطفي
مع انسدال ستار النهار ودخول اول خيط من خيوط الليل، يظن الجميع إنه مثلهم ان اوان او اقتراب خضوعه للراحة فالليل لباسا، ولكن لا يخفى على المقربين منه كونه لا يعاني بقدر ما يعاني ليلا ، ليلا حيث تخرج له الوحدة لسانها و تُحيك له مؤامرة مكتملة تبارزه في مباراة يعلم نتيجتها مسبقا، وأضحى تدريجيا من شخص يكره الليل لآخر يخاف من مجرد ذكر الكلمة ولو في وسط النهار وتحت قيظ شمسه، هكذا اصبح كائن نهاري يعد ساعات الليل ويتمنى أن تمر مُسرعة ،يشعر بعودة الحياة مع بزوغ شمس النهار ولكن كما كان يتمتع بتلك الشمس ونهارها وكما داعبت اشعتها الذهبية وجهه مرارا جاء اليوم الذي كانت نهايته فيه مرتبطة إرتباط تام بالإصابة بضربة شمس جراء عمله في إحدى مواقع اعمال البناء ومع حرارة شمس اغسطس وقسوتها وكثرة تعرضه لها وإنغماسه في عمله وإهماله لصحته كانت نهايته بسبب شمس عشقها وذاب حبا في نهارها ولكنها لم ترحمه كما لم يرحمه ظلام ووحدة الليل.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة