10 فبراير، 2025

نجاح الشجعان 

Img 20250116 Wa0084

كتبت: زينب إبراهيم 

 

حينما يخلد التاريخ ذكرى أحدًا، فهو يكتب عن الذين قاموا بالبطولات التي لا تنسى ويظل أثرها دائمًا على مر الزمان؛ لكنه لا يذكر الذين تجرؤون على ربنا سبحانه وتعالى ساخرين منه ومن عقابه بالنيران، فكانت عاقبتهم في الدنيا عذاب الحريق وبالآخرة جهنم وبئس المصير؛ لأنهم في بادئ الأمر قاموا بمساندة عدو اللّٰه ليحصلوا على أرض ليست ملكهم وبالنهاية أستخفوا بحديث عز وجل عن السعير، فكانت النتيجة حرقوا وجثت بلادهم من الخريطة جلها؛ أما الذين يحاربون في سبيل تحقيق العدالة وسبيل العزيز الجبار، يقاتلون من اغتصب وطنهم دون وجه حق، يصارعون من احتل دماء شهدائنا الابرار وأطفالنا الصغار، يتصدون لمن بدأوا حرب الإبادة الجماعية ظنًا أنهم يمتلكون القوى والنصر سيكون حليفهم؛ لكنهم خدعوا بأنفسهم كما اغتروا بطيرانهم وأسلحتهم، بل لم يحققوا أية أهداف من التي كانت مرجوة تنفيذها إن الظفر يكون نديم الأبطال فحسب الذين يتوكلون على ربهم ولديهم اليقين التام أن الفتح المبين قريبًا منهم؛ فها هو حان أوان النصر السرمدي والهدنة الأبدية التي لن يراق فيها بعد اليوم دماء أحدًا من المعصومين، لن تخشى أم على رضيعها أو طفلها من قذائف الصهاينة المحتلين، لم يهلع طفل صغير وهو يتمنى أن تكف أصوات إطلاق النار والطيران الجوي عن هدم منزله وسفك دماء عائلته، لن يكون بعد اليوم هناك ظلم وطغيان مثلما انقلع الطاغية بشار الأسد من جذوره في سوريا، آن الأوان لأولئك الاوغاد بالخروج دون رجعة من أراضينا المقدسة وترابنا الغالي؛ لأن  بزوغ الفجر لن يأتي بمفرده تلك المرة، سيحمل بين طياته الحرية لفلسطين وغزة الأبية مثلما صمدت لبنان والعراق أمام الكيان الإسرائيلي كانت فلسطين هي رائدة الصمود في وجه المحتل وكل من تسول له نفسه أن يمس شعبها العظيم وإرادته الصلبة بأي سوء أو مكروه؛ لأن نجاح الشجعان ليس غلبة عادية أو إحراز هدف اعتيادي، بل ذا أثر يتحاكى به الجميع في كل الكون وليس العالم فحسب، يصدر ضجة مدوية بين ثناياها الكثير والكثير من الخذي لأولئك الظالمين والفرحة بنصر اللّٰه لأبطالنا الذين لم يهابوا الوقوف بوجه الصهاينة المحتلين وزجرهم بعيدًا عن أرضهم المشرفة.

عن المؤلف