حوار: عفاف رجب
يرى موهبة اليوم أن الكتابة هي المهرب الوحيد عن الضغوطات التي كان يعاني منها، حتى أصبح لديه شغف نحوها فلم تعد مجرد وسيلة لتفريغ مشاعره بل أصبحت هي التي يعبر فيها عن كل مكنوناته، لنكشف اليوم عن مصباح أدبي جديد.
أحمد زين شاب فلسطيني سيكمل الخامسة والعشرين من عمره قريبًا، بدأ الكتابة قبل خمس سنوات في آخر سنة له في الجامعة، يصدر له هذا رواية بعنوان “عدسة”:
تصنيف الرواية: خيال علمي ودراما نفسية. حيث أننا سنجد البطل في صراع دائم حول ما فقده قديما وما سيترتب على تغييره للماضي.
تتحدث الرواية عن شاب يعمل كمصور فقد والديه وهو صغير وتربى عند خالته وبعد بلوغه يعود إلى بيت جده المتوفى، في يوم من الأيام واثناء بحثه في اغراض جده القديمة يجد كاميرا غريبة الشكل وبعض الصور لوالديه، يحاول التصوير في الكاميرا ليكتشف فجأة أنه في زمن غير زمنه، لقد عاد إلى الماضي باستخدام هذه الكاميرا، فيعرف بالضبط ما عليه فعله، سيحاول تغيير الماضي بالطبع وهذا ما سنتعرف عليه عند قراءتنا لأحداث الرواية.
عدسة هو الاسم المناسب للرواية فجميع الأحداث تدور حول عدسة كاميرا تعيد بطلنا إلى أشياء قد مضت، كما أنه هو بدوره يعمل كمصور.
إلى النص..
_عادةً لكل كاتب بداية مأساوية تجعله ينعزل عن البشر ويلجأ للكتابة كـ حل بديل للتعبير عن ما يجول في خاطره، كيف كانت بدايتك؟
لم تكن البداية مأساوية بقدر أنني لم أكن راضٍ عمّا وصلت له في حينها، حيث أنني لم أكن أريد ذلك التخصص الجامعي الذي اختارته لي الظروف بدل أن أختاره أنا، لم أكن راضٍ عن عملي كما أنني لم أكن متقبل نفسي كما هي، ولكن مع مرور الإيام وزيادة الوعي علمت أن نقطة التغيير منك أنت ومع الوقت سيتغير ما حولك.
_الوصول للنجاح يحتاج إلى اجتهاد وعزيمة قوية، وكل كاتب تُقابله عثرات في طريق النجاح، كيف صنعت من تلك العقبات إيجابيات لك؟
بالطبع الجميع يمر بتلك العثرات على الصعيد الشخصي وأيضا التأثيرات الخارجية، وفي عام 2023 كان هناك تأثير كبير علينا هنا في فلسطين بسبب ما يحصل في غزة كما أنني تأثرت بالعمل على الصعيد الشخصي، ففقدت وظيفتي وبدل أن اجلس قررت الاكمال في الكتابة.
فالعام الماضي كان حافل على الصعيد الأدبي، حيث نشرت أول أعمالي الالكترونية كتاب “مذكرات عجوز متحضر قليلًا”
وشاركت في كتاب اليد الثالثة بقصة تحت عنوان “نجا سهوًا” وقد حصلت قصتي على المركز الأول على باقي القصص الموجودة في الكتاب.
وشاركت في أول كتاب ورقي لي في العراق تحت عنوان “رسائل قارئ البريد” وكانت تجربة فريدة من نوعها لأنها كانت المرة الأولى التي أكتب فيها بأدب الرسائل.
وأنا الآن في صدد نشر روايتي الأولى تحت عنوان “عدسة”.
_من الذي تحب أن يقرأ له الكاتب من الكتّاب القدماء؟ وهل يوجد الآن من الكتّاب من يصل إلى درجتهم في الفكر؟
أحببت كافكا لأنني أميل للسوداوية أحيانًا، كما أنني أحب كتابات العراب الدكتور أحمد خالد توفيق وأشعر أن عبد الوهاب الرفاعي هو خليفته، فكتاباته تتميز بالخيال الجامح والكثير من المعلومات.
_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟ وما هو مفهومك عنها؟
الكتابة هي مهارة وليس بالضرورة أن تكون موهوبًا حتى تستطيع الكتابة، فجميعنا نمتلك قصص تستحق أن تروى وكل شخص له أسلوبه في سرد تلك القصص
_بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟
أحب كثيرا كما أسلفت كتابات العراب وأيضا الدكتور أيمن العتوم فأسلوبه السردي مميز بحق، وحاليا أقرأ رواية كرافته للكاتب محمد فؤاد عيسى.
_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟
أهم معيار يجب توافره في الكاتب هو القدرة على ايصال فكرته للقارئ بأفضل شكل ممكن، وأما المعيار الثاني هو الاستمرارية فالكتابة تمرين لعضلة العقل وكلما مرنتها أصبحت أكثر انتاجية.
_مقولة ذات أثر عليك.
هي آية قرآنية، قال تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
فكلما شعرت أنني في ضيق أتذكر هذه الآية التي تطمئن قلبي.
_من المؤكد أن وراء كل قصة نجاح مشجع، من كان مشجعك على الدوام؟
المشجع الأول دائما كانت العائلة حيث أنني كلما كتبت سطر ذهبت إلى والدي أريه ما كتبت، كالطفل الصغير الذي رسم الشمس في زاوية الورقة لأول مرة.. والمشجع الثاني هم أصدقائي حيث أنني اعتبرهم شركاء نجاح فلولا الله ثم إياهم لما استطعت الاكمال في الكتابة.
_أزدهرت الرواية أم أنحدر، من وجهة نظرك، وكيف ترى مستقبل الرواية من الآن وحتى عشر سنوات؟
لا نستطيع القول عنها بأنها انحدرت بقدر أن المجتمع يحتاج الآن إلى الأدب الحديث المبسط، فالقراء في تزايد والجيل الجديد قارئ لكن لكل جيل نوعه المفضل من القصص والروايات.
أما بالنسبة لمستقبل الرواية فأنا أراه مزدهر بالطبع فالقراء في تزايد والكتّاب المتميزون أيضًا ليسوا بقلة.
_إيلاما يطمح الكاتب بالمستقبل؟ وأين ترى نفسك بعد خمسة أعوام من الآن؟
أطمح إلى أن تصل كلماتي إلى أكبر عدد ممكن من القراء، فالكاتب يحب دائما أن يتم تقدير ما ينتجه، كما أنني أريد التأثير في القراء فإن لم تصل كلماتك إلى قلب القارئ لن تستطيع النجاح.
أرى نفسي بعد خمسة أعوام قد طرقت رواياتي أكثر من مليون منزل فيه على الأقل قارئ واحد.
_كيف ينظر الكاتب إلي كل من..
• الماضي.. نتعلم منه، فالأخطاء التي ارتكبانها في الماضي كثيرة وإن لم نتعلم منها فلن نستطيع التقدم.
• القلم.. هو السلاح الذي نملكه لمواجهة الأيام والظروف، يسندنا في أحلك الليالي ظلمة ولن يخذلنا أبدًا.
• الشعر.. عن نفسي لا أستطيع كتابة الشعر فباعتقادي الشاعر يولد والروائي يُصنَع، لذلك أعتبر الشعر هو اللون الأسمى من بين جميع الألوان الأدبية.
_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.
“انظر لما تحت قدميك قبل أن تنظر لما هو في الفضاء البعيد”
الغيوم تنسدل تاركة السماء فارغة، لتأتي الشمس رامية بحبال أشعتها على الأرض لتنيرها.
وكأنك غارق في بركة عميقة لا تستطيع الخروج منها أبدًا، ولكن عند غوصك إلى الأسفل وعندما تظن أنك قد سلمت أمرك ترى بصيصًا من الأمل في الأعلى فتبدأ بمحاولات الخروج واحدة بعد الأخرى تبتغي النجاة، حتى تصل في النهاية إلى الأعلى، إلى حياة أفضل، إلى الجانب المنير من حياتك، تكتشف أنك كنت مأسورًا لأفكارك لا أكثر، كان يجب عليك تغيير تفكيرك، تغيير نفسك لا تغيير العالم، فبدء التغيير يبدأ منك أنت فلا تنتظر أن يأتي أحد ليشد يدك بل أمسك بيدك وكن سندًا لنفسك، فالأيام المعتمة يلحقها دائمًا نور يخطف الأنظار وكلما كانت حياتك أكثر ظلمة كلما كان النور أقوى من سابقه.
_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتب لاستمرار والتطوير من ذاته، وما نصيحتك لكل المبتدئين؟
استمررت لأنني لا املك خيار سوى الاستمرار، فمع الوقت تصبح الكتابة هي سبيلك للهروب من الواقع، هذه الورقة هي مساحتك للتعبير عن نفسك بكل صدق دون أية تصنع.
نصيحتي للمبتدئين والذين قد أكون منهم، هو أن يكتبوا كل يوم دون النظر إلى جودة كتاباتهم في البداية فبمجرد أن تصبح الكتابة عادة ستجد أنك تتطور.
_من وجهة نظرك ما الذي يجعل الكاتب مميزًا، وهل يُعد لتميزه علاقة بأن للكاتب قُراء كُثر؟
كثرة القراء هي علامة من ضمن الكثير من العلامات فليس بالضرورة أن يكون الكاتب الذي عنده الكثير من القراء هو الأفضل، بل هناك أشياء أخرى كل كاتب يتميز بها فهناك كُتّاب يتميزون بلون معين عن غيرهم وهناك كُتّاب يتميزون بالسرد، المهم أن تكتشف نقاط قوتك وتبرزها وستجد من يقدر كلماتك مع الوقت.
_حدثنا عن تجربتك ما دار النشر التى تشارك معها هذا العام؟ وما هي الرسالة التى تود إرسالها إليهم؟
أشارك مع دار مختلف للنشر والتوزيع، أريد أن أشكرهم على صبرهم وتعاونهم سواء في تصميم الغلاف أو التنسيق وحتى هذه اللحظة في التسويق، فقد كنت كثير السؤال بسبب عدم وجودي في مصر وهم كانوا متعاونين ومتفهمين جدًا.
_ما الرسالة التى يود الكاتب إرسالها ونصح الغير بها وإلى العالم؟
أريد أن أوجه رسالة للعالم العربي خاصة بأن لا ينسوا بأننا اخوة وطالما كنا كذلك، لهذا لا تجعلوا الفتنة تدخل بينكم، وأما بالنسبة للقراءة فهي نافذتكم لعالم غير الذي تعيشونه فيجب على كل إنسان حقا تجربة القراءة ولو لمرة واحدة.
_كيف تنظر إلي مجلة إيفرست الأدبية، وحوارنا الخاص؟
أريد أن أتوجه بشكري وتقديري لكم فأنتم تمنحون الكُتّاب الصاعدين فرصة ومساحة للتعبير عن أنفسهم وتعرفون القراء عليهم أكثر.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب أحمد زين فيما هو قادم له إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
رواية “الخروج الأعظم” للكاتب فؤاد سامح معرض الكتاب مجلة إيفرست الأدبية
المبدع محمود نبيل محمود يحكي قصة أعماله في حوار خاص مع إيفرست
إيمان مؤمن عبدالعليم في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية