متاهة الغرور

Img 20250103 Wa0025

 الطاهر عبد المحسن

حين يمضي الإنسان متكئًا على ظله، معتقدًا أن خطواته تصنع الشمس، يضيع في متاهة لا مخرج منها. 

الغرور نافذة يرى من خلالها نفسه أكبر مما هو عليه، لكنه لا يدرك أن تلك النافذة تعكس صورة مشوشة، تخفي وراءها هشاشة لا تُرى بالعين المجردة.

كثيرون هم من ساروا في دهاليز تلك المتاهة، كلما تقدموا خطوة تلاشت أبواب العودة.

 يظنون أنهم يرتفعون، لكنهم في الحقيقة يغوصون في وحل الكبرياء الذي يثقل أرواحهم.

إن للغرور سحرًا مخادعًا، فهو يلبس ثوب الثقة، ويتحدث بلسان القوة، لكنه في النهاية يترك صاحبه وحيدًا في مواجهة حقيقته العارية.

لا مفر من مواجهة المرآة يومًا، وعندها فقط يدرك المرء أن أسمى ما يملكه هو تواضعه، وأن الطريق إلى القمة لا يُبنى على أنقاض الآخرين، بل يُرصف بالاحترام والصدق.

*ما بين الغرور والتواضع شعرة، والأذكياء وحدهم من لا ينقطع حبلهم في تلك المتاهة.*

 

عن المؤلف