بقلم/فاريهان نبيل
بينما أنا أخوض معركتي الخاصة مع الحياة، لا لي بأحد ولا لأحد بي، كلٌّ منا يتحدى الآخر على من سيفوز بالمعركة، أناضل وأحارب بكل قوتي، أتجاهل نداءاتي الداخلية المستغيثة، أهزم الضعف بادعائي القوة، أهزم الحزن بادعائي اللامبالاة، أحاول التغلب على صراعات قلبي وعقلي بإسكاتهما كليهما، أحاول تجاهل ضجيجي الداخلي والخارجي معًا، أحاول هزم خمولي وتعبتي وإرهاقي الواضح على مقلتي، تتساقط حصون قصري المنيع واحدًا تلو الآخر، تجتاحني مشاعر عديدة كالخوف، الهلع، التخبط والضياع، أرى نفسي في طريق خالٍ تمامًا من أي وسائل للحياة، أبحث وأتلفت حولي بعقل تائه وقلب محبط وجسد مرهق لا يريد سوى الراحة لا أكثر، عن ماذا أبحث؟ أنا لا أعلم، لا أعرف حتى عن ماذا أبحث، ولا أعرف إلى أين أتجه أو إلى أي طريق أسير. أجري خلف سرابٍ أنا لم أرَ صورته حتى لأصدق أنه موجود، علمت بل وأدركت أنني مهما بحثت عن سند يحويني، ومهما تخبطت في الطرقات، هناك شخص واحد فقط سيستقبلني بحب وبكل عيوبي التي أملكها، جريت بكل قوتي عائدة إلى المكان الذي كنت فيه، المكان المناسب لتواجد ذلك الشخص الذي هو أنا، عدتُ إلى نفسي، فعادت لي روحي، عدتُ إلى منزلي، المكان المناسب لي الذي يحتويني مع نفسي، هنا لا حاجة لأحد أبدًا.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام