لا أعلم أين وجهتي

Img 20241215 Wa0002

 

بقلم: سارة عماد. 

 

في خضم الحياة ورحلة الأيام، تتعانق الأفكار وتتناسب بين الأمل والقلق، وحين أبحث في أعماقي، أجد نفسي أردد: “لا أعلم أين وجهتي”؛ فكلما تقدمت خطوات نحو حلم، يتراءى لي سراب بعيد، وفجأة، أستشعر ضبابًا يحجب الرؤية.

وذات يوم، كنت أمتلك خريطة واضحة، ودروبًا مرسومة بألوان زاهية، ولكن عبر الوقت، بدأت هذه الخطوط تتلاشى، كأنها آثار أقدام تطأ رمالاً متحركة، وكأنما الحياة أرادت أن تُعلمني دروسها في الصبر، أن أتعلم كيف أستفيد من كل لحظة؛ حتى وإن لم تكن ملحمتي قد اكتملت، تتلازم أقدامي في زوايا الماضي، وأسترجع ذكريات كانت فيها الطرق معبدة، ولكن الآن، تثيرني المجهولات، هل هي فوضى أم بداية جديدة؟

هل سأنجح في تخطي هذا الضباب، أم سأكون ضائعًا في دروب لا نهاية لها؟

لتكن الحياة كتابًا مفتوحًا، مليئًا بالصفحات البيضاء التي أكتبها بنفسي، سيما أني أدركت أن الوصول ليس الهدف، بل ما نتعلمه خلال الرحل؛ فكل عثرة تصنع منا إنسانًا أقوى، وكل لحظة من الحيرة تزيد من فهمنا لأنفسنا وللآخرين؛ لذا، حتى وإن لم أعلم أين وجهتي؛ سأستمر في السير، سأستقبل الرياح وأعانق الألوان؛ سأغرس في كل يوم بذور الأمل، وأستكشف كل زقاق حديث، عسى أن ألفي في طيات الأيام إجابة لسؤالي، ما أجمل الحياة عندما نتعلم أن نتقبل ضباب الطريق، ونحتفي بالمغامرة التي تحمل في طياتها نسمات من الفرح والتجديد.

عن المؤلف