خبث ألاعيب الهوى

Img 20241216 Wa0008

كتبت: زينب إبراهيم 

 

قيل: حينما رحل أخذ فؤادي، فدثرت تحت الثرى طيلة حياتي.

أنى لكِ بتلفظ بقية أنفاسك عندما ارتحل؟ 

أخلفي ورائك كل شيء وعودي إليه؛ حتى لا تكترثين لدموعك الهاطلة طوال الليل، نزيف قلبك حينما هجرك، أعسان الهجر التي لا زلتِ تعانين منها، آلام وندوب زرعت بداخلك ولا تجدين الترياق لها، جروح غائرة في ثنايا روحك لم تلتئم إلى الآن؛ لكن هذا هراء لا جدوى منه ما عليكِ فعله في ذلك الوقت أن تلقي بكل ما مضى إلى سلة المهملات وتركضين إليه؛ حتى تدنين منه قبل أن تسقطين من ذاتك، فآنى لكِ بفعل ذلك مع من دثرك تحت التراب ولم يعبأ لكِ وما ستؤول إليه حالتك حينها؟ 

أنتِ رمز الأناقة بذاتك الشامخة وجمالك ينبع من داخلك ليس بكلمة معسولة أطربت خفقات قلبك الصغير والغاني الذي لا يدري بمدى خبث ألاعيب تقام عليه ليخدع ويهوى في المكائد بيسر؛ لذلك حين ترحال أحد عنك يكون هو الخاسر في معركته التي خاضها باسم الحب، فهو الآن يخرج ذات الفيلم على أخرى بعنوان ” الدنجوان الغمام” بحروف مماثلة التي حدثكِ بها والتي تنص على: أنتِ من أخرجتني من تلك التجربة المؤلمة التي مررت بها وكادت تفتك بي لكن أنتِ مختلفة كليًا عن أية فتاة قابلتها من قبلك فيكِ الصفات التي دمت أحلم بها….. وغيرها من الكلمات التي تنساق عليكِ؛ حتى تصدقين أنه الراجل الفريد من نوعه الذي يكتفي بأنثى واحدة ولا يعرف سبيل الخيانة أو الغدر الذي يتمتع به بني الرجال، لكن تلك أضحوكة لا تجعليها تنطلي عليكِ؛ فمن يحبك يعرف جيدًا كيفية الحفاظ عليكِ، ويعلم أن دمعة من عينيك الجميلتين تستحق أن يهدم العالم لأجلها، يدري أن عشقك الذي يسير في دمه كفيل بأن يجعل عيناه لا تبصر سواكِ، يصدق أن من في القلب هي الأجمل من بين نساء الكون وإن رأى الحسناوات أمامه تعمى عن رؤيتهم عينيه، يصون من تجلس في بيته أو في قلبه كأن النظر فقط لأخرى تعني جريمة يستوجب العقاب عليها؛ فإن فعل ذلك وكل ما يثبت أنه ” رجلاً” حينها فقط تحزنين عليه أو على إهدار الوقت الذي مضى على حب شخص كذلك، أما دون ذلك هم أشباه رجال يعلمون تمامًا كيفية اللعب على أوتار الاهتمام وقضاء الأوقات في التحدث إليكِ إلى أن تشعرين أنكِ ذات أهمية قصوى بالنسبة له وليس دمية يلهو بها حينما يمل منها يبحث سريعًا عن بدائل، حقيقة هذا لا يعد من الصالحين الذي تتخذينه رفيقًا بدربك وأب لأولادك تباهين به أهل السماوات والأرض أو تتكئين عليه عندما تهطل عليكِ نوب الحياة.

عن المؤلف