بقلم: سارة عماد.
في زحام الأفكار وتأرجح المشاعر، أجد نفسي تائهًا بين مفترقات الطرق، كلما تقدمت خطوة، زادت الحيرة وضاع الهدف، كنت أظن أنني سابحةٌ نحو وجهتي المرسومة، ولكن الأمواج قد جرفتني بعيدًا، وأصبحت أركض بلا نهاية، أسترجع أوقاتًا كنت فيها واضحًا، حين كانت القلوب والأحلام تسير في خط مستقيم، ولكن الزمن قد أغدقني بتجارب لم تكن في الحسبان، وضغوط تتصاعد كالسحب في سماء تائهة، كيف أصبحتُ أسيرَ سحابٍ عابر، بلا وطنٍ يهدئ من روعي، ولا ميناءٍ يُعيد لي الأمل؟
كلما وضعت أقدامي على مفرق جديد، تناديني الحياة بعناوين غامضة، ولعلها ألوان جديدة لم أتعلم أن أرسمها في لوحة أيامي، أسأل نفسي: هل الجواب يكمن في استجابات الآخرين، أم في تلك الأصوات الداخلية التي تناديني إلى الهدوء والسكينة؟ أم أن الحقيقة غائبة بين صراخ الضغوط وتفاصيل الحياة اليومية؟
أشعر أحيانًا بأنني متطفل في أرضٍ ليست لي، أبحث عن الراحة وسط صراعات وأحلام باتت بعيدة، ولكن حين أستمع إلى صوت قلبي، أجد جزءًا مني ينادي: “توقف، استمتع بالرحلة”.
ربما لا يتوجب عليّ أن أعرف أين ستنتهي، بل لابد لي من احتضان كل لحظة، واكتشاف المعاني المخفية بين التفاصيل؛ لذا قررت أن أترك عجلتي تدور بطريقتها الخاصة، وأستقبل النسمات والألوان الجديدة؛ ففي كل ضياع، هناك فرصة للتجديد، وفي كل عدم معرفة، قد يُخبئ الغد أجمل المفاجآت، ما عُدت أعرف أين تهدأ رحلتي، ولكنني أدركت أن جمال الحياة يكمن في السير والمغامرة، وإعادة اكتشاف النفس في كل مرحلة.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام