فلسطين

Img 20241126 Wa0037

كتبت ملاك عاطف

هنا نتعلق بكل ثانية ماضية كالرضيع امتشبث بجلباب أمه؛ خشية أن ترحل بأمان الأمومة وتتركه.

هنا يغفو الليل على اطمئناننا المسلوخ عنوةً عن قلوبنا.

هنا يعرف الموت رائحة أصحابه كما يعرف اسمه، ويهديهم وفاءه سفرًا إلى المقابر.

هنا يبحث المحتل عن موطن لشتاته الجبان، فلا يجد؛ فيفرغ ما في جعبة حقده من غيظٍ في التفنّن في إبادتنا.

هنا نغبط من لا يفهم اللعبة، ونترجى أعمارنا أن تعود للوراء.

هنا تشرق الشمس في محاولة للتكفير عن خطايا الشتاء الذي يجر إلينا بردًا يقص العظام دون أن يكترث للباسنا الذي استشهد ولم ينتشله أحد من تحت الأنقاض.

هنا نعمر صبرنا الباقي وصمودنا الأزلي على الخراب ونمشي، بيننا وبين البلاد سرّ عشق نبعه شلال دمانا المعسول بزكاته.

هنا ترتفع هويتنا في وجه غدرهم المسودّ؛ مؤكدةً أننا متجذرون مستحيلون على الاقتلاع.

هنا نعجن الرمل بنزيفنا الدافق ونأكله؛ ليفهم بنو صهيون أنّا نتحدى التجويع في سبيل الرباط.

هنا ننتعش بدعاكم، وننهض بوعيكم، وننتظر بشرى الفتح؛ كي نراكم، ونبوس أقلامكم، ونغفو على صدق حبكم بعد أن نصلي صلاة الفتح في الأقصى واقفين بجواركم..

عن المؤلف