حوار: عفاف رجب
كلّ إنسانٍ لديه موهبة، ولكن إن حكمت على السمكة بالفشل لعدم قدرتها على تسلق شجرة؛ فقد قتلت موهبة السباحة لديها، كذلك الإنسان لا تحكم عليه من منظورك أنت، فلكل منا موهبته الخاصة، وكما عودناكم دائمًا عن كشف موهبة أديبة جديدة فإليكم أماني عبده الرحمن، كاتبة تبلغ من العمر السابع عشر ربيعًا.
-متى اكتشفتِ قدراتكِ على الكتابة والإبداع، أم هي موهبة فطرية، ومتى كانت نقطة إنطلاقكِ؟
من وأنا صغيرة وأنا أحب أكتب، كنت أجلس أكتب في كشكول وأقول لنفسي “هو أنا بعرف أكتب كده ليه؟”. الموضوع بدأ كموهبة، لكن مع الوقت اكتشفت إن الكتابة تحتاج تدريب أيضًا وقراءة كثيرة كي تتطور.
-بالنسبة لكِ؛ ما هي صفات الكاتب الناجح، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟
الكاتب الناجح هو الذي يعرف يعبر عن أفكاره بطريقة توصل لقلوب الناس. عن نفسي أحب البساطة التي تجعل أي شخص يقدر يفهم المعنى، لكن يكون فيها عمق يحسس القارئ إنه لمس شيء بداخله.
-لأي فن من الفنون: الرواية، الخواطر، القصة، المقال تجد الكاتبة نفسها؟
أحب الخواطر جدًا لأني أشعر إنها طريقة مباشرة للتعبير عن مشاعري، لكن أحب أيضًا أكتب روايات لأني أشعر إن الشخصيات والأحداث تكون ساكنة بداخلنا حتى ما أنتهي منها.
-بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟
اتأثرت جدًا بنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، أحس إن كتابتهم قريبة من الروح. الآن أحب أقرا لكتاب شباب كثر على السوشيال ميديا، كي أرى فيهم أفكار جديدة ومختلفة.
-ما هي أصعب العراقيل التى وجهتك، وكيف اجتزتها؟
الخوف من ردود أفعال الناس. دائمًا كنت أخاف الناس تنتقد ما أكتبه، ولكن قولت لنفسي “طالما هذا ما أنا بحبه، يبقى أكيد هيعجب ناس زيي”.
-إلاما تطمح الكاتبة بالمسقبل؟
نفسي أكتب شيء تكون علامة، شيء عندما تقرأه الناس تحس إنها قريبة منهم وتفتكرها حتى بعد وقت طويل. وأيضًا نفسي كتاباتي تصل لناس من ثقافات مختلفة.
-للإنسان طموحات عديدة، هل تواجهين صعوبة في التوفيق بين مجال دراستكِ وتطوير من الكتابة؟
نعم بالطبع، أوقات كنت أحس إن الوقت لا يكفي، لكن حاولت أخصص وقت صغير كل يوم للكتابة حتى وإن كان نص ساعة، وهذه ساعدني أطور نفسي.
-من له الفضل على تشجعكِ وخوض هذا المجال؟
أهلي وأصحابي كانوا أكثر ناس يقولوا لي “أكملي” حتى وإن كنت شاكة في نفسي. هم من جعلوني أصدق إني سأكون شيء يومًا ما.
-ما هو مفهومكِ عن فن الكتابة والأدب بشكل عام؟
بالنسبة لي الكتابة مثل مرآة، تعكس كل ما بداخلنا وداخل المجتمع. والأدب هو الطريقة التى تحكي بها عن مشاكلنا، أحلامنا، وحتى خيالنا.
-شيء من إبداعاتكِ الكتابية.
تتساقط الأوراق واحدة تلو الأخرى، تحملها الرياح إلى أماكن لا تعرفها، كما لو أنها ذكريات عابرة لا تجد لها مستقراً. تقف وحيداً تراقب هذا المشهد، وتشعر وكأن تلك الأوراق تمثّل أجزاءً من روحك، تساقطت بفعل خذلان الأيام وثقل اللحظات.
كل ورقة تحمل حكاية، وكل حكاية تحمل جرحاً. هناك أوراق لم يقرأها أحد، وأخرى طواها النسيان قبل أن تكتمل. تسأل نفسك: كيف يمكن لكل شيء أن ينتهي بهذه البساطة؟ كيف للأشياء التي كانت يوماً ذات معنى أن تتحول إلى غبار يتناثر مع أول نسمة هواء؟
لكن، ربما تكون تلك الأوراق رسالة. تعلمك أن لا شيء يدوم، وأن الرياح تأخذ ما لا يلزم كي تخفف عنك عبء الماضي. وبينما تحملك الأفكار بعيداً، تدرك أن الأوراق العابرة ليست نهاية، بل بداية جديدة، تنتظر منك أن تكتب عليها ما تبقى من حكايتك.
-حدثينا عن تجربتكِ مع دار سحر الإبداع؟ وكيف كانت شعوركِ؟
أول ما رأيت كلماتي داخل الكتاب مطبوعة كنت أشعر إني أعيش حلم، كأني وصلت إلى ما كنت أحلم بها منذ سنين. كان إحساس مزيج من الفرحة والخوف.
-وقبل الختام النقد من أسس المجتمع، ما هي وجهة نظرك عن النقاد، وهل تعرضت لمثل هذه الآراء الناقدة يومًا، وكيف واجهتها؟
النقد مهم، لكن لازم يكون بناء. اتعرضت لنقد قبل ذلك وكان في منه المفيد الذي ساعدني أتحسن، وبه ما كان مجرد إحباط، لكن قررت أخذ المفيد منه وأكمل.
-بالنهاية؛ بما تودين أن تنهي حواركِ معنا.
أود أن أعبر عن شكري العميق لكم على هذه الفرصة الرائعة التي منحتني إياها للتعبير عن أفكاري ومشاعري. كان هذا الحوار بمثابة رحلة صغيرة داخل نفسي، حيث استطعت أن أشارككم بعضًا من تجربتي وأتأمل في مسيرتي. الكلمات ليست مجرد حروف على ورق، بل هي سبل للتواصل، تحمل في طياتها الكثير من المعاني والأحاسيس. أتمنى أن تكون كلماتي قد لامست قلوبكم وأثرت في أفكاركم، وأن تظل هذه اللحظات ذكرى طيبة. شكرًا مرة أخرى، وأتطلع إلى لقاءات أخرى ومزيد من الحديث. مع أطيب الأمنيات لكم جميعًا، وإلى أن نلتقي مجددًا بإذن الله.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى كل التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة أماني عبده في مسيرتها وحياتها.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية