كتبت سُندس خالد حمّامي
كانت “أولغا” في مرسمها تحاولُ رسمَهُ بكلِّ حُب، حتى جاء صوتاً في أذنها يناديها، وضعتْ ورقةً بيضاء فوق رسمتها وقفت منتصبة، “آيدن” أنا هُنا تعالَ يا حبيبي، دخلَ ومعهُ الكثير من الأكياس، ركضت إليه مسرعة وضمّتهُ بحُب، اشتقتُ إليك أنا وطفلي، ماذا تحمل في هذه الأكياس إنَّني أتضوّر جوعاً، أجابها لقد جلبت لكِ البيتزا التي تحبّينها، لستُ أنا من أحبها بل طفلي،
اقتربَ منها ولامسَ شعرها مَن جائع أنتِ ام الذي بداخلكِ يا جميلتي، غادرت من بينَ يديه ونادت إنَّني جائعة أريد أن آكل، جرَت مُسرعة حتى جاءت ريشةُ رسمٍ تحتَ قدمها أوقعتها أرضاً نادَت “أولغا” بصوتٍ مرتفع طفلنا يا “آيدن” طفلنا، تبكي وترتجف بذعرٍ وخوف، لا تقلقي سوف آخذكِ إلى المستشفى، أسرعَ متجهاً إليها ونظرَ إليها وعيناه تمتلئ بالدموع وصوتهُ يرتجف، هيّا هيّا لنذهب، أمسكَ بيدها حملها وذهبَ للمستشفى، عندَ وصولهم أتوا الأطباء مُسرعين ماذا حصلَ معها،
وقعَت على الأرض هي في شهرها الرّابع،
حسناً لا تقلق إبقى هُنا سنخبركَ بما سيحصل بعدَ قليل،
مرَّت نصف ساعة على إدخالها لغرفةِ الاختصاص، خرج الطَّبيب وأخبرهُ أنّها هي وطفلهما بخير،
“آيدن” هل أستطيع رؤيتها الآن؟
نعم تفضّل…شكراً لك،
دخلَ إليها وهي على سريرها تبكي، اخبروني أنَّ طفلنا بخير لماذا تبكين، خفتُ كثيراً من أن يتأذّى طفلنا، أخبروني أنّهما طِفلين، وأنَّهم الاثنين بخير، هل تتكلمين بجديّه، باللهِ عليكِ اخبريني انهما اثنين،
كانَ لهُ ردّة فعل لَطيفة معها، وكأنّة عثرَ على ورَثة من أجداده القدامى، حاوطهُ بين ذراعيه وأخبرها أنّهُ لو حصلَ معها أيّ شيء فهو على دراية بأنَّها ستكون قويّة، وأنّها ستكون بخير، وتذكّري دائماً أنَّ الأولوية لكِ في كلّ شيء، فأنتِ عكّازي ودونكِ أنا لا أكون شيئاً، انتبهِ على نفسكِ في الأيّام القادمة،
هيّا الآن إلى منزلنا، حسناً يا زوجي العزيز هيّا لنذهب.
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات