18 أكتوبر، 2024

المسلمون بعد وفاة النبي (صلّى اللّٰه عليه وسلم)

Img 20241018 Wa0005

الكاتب/محمد البسيوني

بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) عام ٦٣٢ ميلادية لم يكن قد حدد خليفة له فقد ترك الأمر شوري بين المسلمين كما أن القرآن الكريم لم يحدد نظام معين للخلافة.

 

فبعد وفاة النبي اجتمع الأنصار(أهل المدينة المنورة) في سقيفة بني ساعدة واختاروا سعد بن عبادة زعيم قبيلة الخزرج خليفة للمسلمين وعندما علم المهاجرون(أهل مكة) بهذا سارعوا إلى مكان الإجتماع وبعد تبادل الآراء بين المهاجرين والأنصار تم الإتفاق على تولية سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) خليفة للمسلمين وذلك لعدة أسباب أهمها أن سيدنا ابو بكر هو أكبر الصحابة سنًا وهو أول من أسلم من الرجال وهو كان رفيق النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في الهجرة وكان النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه يستشيره في العديد من الأمور وقد اختاره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وفاته عندما اشتد عليه المرض أن يؤم الناس بالصلاة.

 

كانت هذه أسباب اختيار سيدنا ابو بكر الصديق خليفة للمسلمين.

 

وبعد تولي سيدنا ابو بكر الخلافة خطب قائلاً:”إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله وإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”

وهذا يدل علي تواضعه(رضي الله عنه) وعدله وطاعته لله ورسوله وإيمانه بمدأ الشوري بين الناس.

 

وبعد تولي سيدنا ابو بكر الخلافة الإسلامية كان له عدة أعمال أبرزها:-

 

حروب الردة

فبعد وفاة النبي صلّى اللّٰه عليه وسلم ارتد الكثير من الناس عن الإسلام حيث امتنعوا عن دفع الزكاة وهناك من إدعي النبوة مثل مسيلمة الكذاب وقد أرسل سيدنا ابو بكر حملات عسكرية بقيادة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص لمحاربة المرتدين وقد نجح المسلمون في هذا وإستطاعوا إعادة توحيد الجزيرة العربية ونجحوا في القضاء على خطر المرتدين.

 

جمع القرآن الكريم

أثناء حروب الردة استشهد الكثير من حفظة القرآن الكريم فأشار سيدنا عمر بن الخطاب علي سيدنا ابو بكر بتجميع القرآن الكريم حفاظاً عليه من الضياع فكلف سيدنا ابو بكر زيد بن ثابت (كاتب الوحي) بكتابة القرآن الكريم في كتاب.

 

بدء الفتوحات الإسلامية

كان لا بد أن يقوم المسلمين بنشر دعوتهم خارج الجزيرة العربية فالإسلام جاء للناس جميعاً ليس للعرب فقط كما كان أيضاً من الضروري أن يحمي المسلمون حدودهم من الفرس والروم.

 

فأرسل سيدنا ابو بكر جيشا بقيادة خالد بن الوليد والمثني بن حارثة لفتح أرض الحيرة وهي تقع حالياً في العراق وقد نجح القائدين المسلمين في هذا وكانت هذه هي أول خطوة لفتح بلاد العراق.

 

أما بالنسبة لبلاد الشام فقد أرسل سيدنا ابو بكر الحملة التي قد أعدها النبي قبل وفاته لبلاد الشام لتأمين حدود الجزيرة العربية من هجمات الروم بقيادة أسامة بن زيد في نفس المكان الذي استشهد فيه والده سيدنا زيد بن حارثة وقد نجح أسامة بن زيد في ذلك بعد أن هزم الروم هزيمة كبيرة.

 

كما أرسل سيدنا ابو بكر اربع جيوش لفتح بلاد الشام وبعد أن نجح خالد بن الوليد والمثني بن حارثة في فتح أرض الحيرة بالعراق طلب سيدنا ابو بكر من خالد بن الوليد التوجه إلى الشام لقيادة الجيوش الأربعة وقد انتصر المسلمون علي الروم في معركة كبيرة اسمها أجنادين عام ٦٣٤ ميلادية وتم بعدها فتح معظم أراضي فلسطين.

 

تنظيم الدولة الإسلامية

قسم سيدنا ابو بكر الجزيرة العربية الي عدة ولايات ووضع علي كل ولاية أمير يدير شؤونها.

 

كانت هذه هي أبرز اعمال سيدنا ابو بكر الصديق وفي عام ٦٣٤ للميلاد توفي سيدنا ابو بكر الصديق ولكن قبل وفاته أوصي بانتخاب سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) خليفة من بعد.

عن المؤلف